«الشهيد يسأل بماذا ستحتفلون»؟ «أين قتلة الشهداء» «نحن من كان سيقصفنا بن علي «مللنا الوعود فتحت الرماد لهيب» «للصبر حدود» «أين وعود الحكومة لولاية القصرين» كلها شعارات رفعت في شوارع مدينة القصرين في تحذير من مغبة النسيان. وهي شعارات تعكس الجدل القائم في الجهة منذ أيام حول الاحتفالات أو ذكرى إحياء الثورة بين مؤيد ورافض «الشروق» خرجت الى الشارع ورصدت العديد من وجهات النظر.
بين مؤيّد ورافض كانت الآراء التي رصدتها الشّروق في الشّارع بعيدا عن التّجاذبات السّياسيّة وبعيدا عن الخلفيات الايديولوجية وطرحنا سؤال هل أنت مع الاحتفالات أو إحياء الذكرى أم لا ؟ فكانت الأجوبة كالتالي : فالسيد الأزهر زرقي بادرنا بقوله عن أي احتفالات تتحدثون ماذا تحقق لنا حتى نحتفل وتساءل أين المشاريع ووعود الحكومة للجهة وأين التشغيل وأين أصلا حقوق الشهداء والجرحى الذين ضحوا بأنفسهم وبحياتهم من أجل التنمية والتشغيل التي لم يتحقق منها شيء الى حد اليوم وهو ما سانده فيه السيد بشير المروشي الذي رفض قطعيا هذه الاحتفالات نظرا لكون القصرين لم تجن من الثورة الى حد الآن أي شيء بل لا بوادر في الأفق تنبئ بالخير حسب رأيه رغم أن الجهة كان من المفروض أن تحظى بالتكريم لأن من وصلوا الى السلطة اليوم ما كان لهم ليصلوها لولا القصرين وتالة التي ضحى أبناؤها بأعز ما لديهم ليجدوا أنفسهم في النهاية مهمشين كالعادة واقترح أن يلبس أهالي القصرين كلهم اللون الأسود حزنا على الشهداء أولا وحزنا على تجاهل السلطة للجهة من ناحية ثانية حيث كانت قبلة الأحزاب في الحملة الانتخابية ولكن هؤلاء تنكروا لها فيما بعد ودعا بالمناسبة أبناء القصرين الى الابتعاد عن التجاذبات السياسية والالتفاف حول مصلحة الجهة بعيدا عن الألوان السياسية والاختلافات الايديولوجية.
جانب آخر من الآراء يرى الاحتفالات مناسبة لتكريم الشهداء والجرحى الذي ضحوا بدمائهم من أجل الديمقراطية والحرية ورأوا أن الاحتفالات ليست مرتبطة بمدى تحقيق التنمية وإنما هي إحياء للذكرى قبل كل شيء على غرار السيد محسن عمري الذي رحب بالاحتفالات لكن اشترط أن تكون منظمة اقتداء بالدول المتقدمة وهو ما جاراه فيه السيدان محمد الحبيب المنصري الذي ساند فكرة احياء الذكرى لأنها فرصة للتأريخ والتوثيق لثورة أسقطت أعتى الدكتاتوريات ومنحت لنا حرية التعبير وهي أهم إنجاز على الاطلاق وكذلك السيد حسن بوثلجة الذي كان مع إحياء الذكرى لا مع الاحتفالات احتراما للشهيد والجريح واعتبر أن التنمية آتية لكن قليل من الصبر غير أن احدى اللاّفتات المثبتة أجابت عن السيد بوثلجة لما كتب عليها «للصبر حدود».
وهكذا تظل الآراء متباينة في انتظار ما ستقرره الأطراف المعنية هل سنحتفل أم لا ؟