تشهد جهة جندوبة بمختلف مدنها إضرابا عاما يوم 05 جوان 2012 واختلفت الآراء وتباينت حول شرعية هذا الإضراب بين مساند معتبرا أن كأس الصبر نفد ورافض ليس للفكرة بل للظرف غير المناسب اقتصاديا واجتماعيا الذي تعيشه البلاد. أكد السيد كاظم الوسلاتي عن «حركة الشعب» بأن الحركة لم تدعو للإضراب بل ساندته كفكرة لها مبرراتها بعد تواصل سياسة التهميش والإقصاء وغياب التنمية لتتواصل بذلك نفس السياسة التي اعتمدها بورقيبة والمخلوع فجندوبة نالت عقاب مساندتها للحركة اليوسفية فكان الجميع ينظر إليها بكونها تعطي كل شيء ولا تأخذ أي شيء لذلك تعاظمت المشاكل وغابت التنمية فكان الفقر في كل شبر من هذه الجهة المعطاء لذلك فالإضراب يحمل رسالة مضمونة الوصول مفادها أن الجهة تحتاج لإرادة صادقة في منوال تنمية جديدة يعطيها حقها الذي سلب منذ سنوات .
غياب تام للحلول التنموية... من جهته قال السيد السيد وليد مازني المنسق الجهوي لاتحاد المعطلين عن العمل : في البداية لا بد من التذكير أن الاتحاد الجهوي للمعطلين هو صاحب فكرة الإضراب وقد جاء بعد تراكم هموم الجهة وكثرة مشاغلها في ظل غياب بوادر الانفراج فالبطالة جد مرتفعة و تواصل الغياب التام للتنمية فأين الوعود وأين خيرات الجهة التي أهلها أولى بها ليس من باب الجهويات وإنما من باب العدالة الجهوية فالبنية التحتية متواضعة والمعامل والمصانع غائبة ولا مؤشرات توحي بمستقبل أفضل .
من جهته اكد السيد ضمير المناعي (نائب بالمجلس الوطني التأسيسي) ان الإضراب العام الذي ستشهده جندوبة مبرر خاصة بعد تواصل غياب الحلول التنموية من مشاريع وبنية تحتية ومصانع قادرة على الحد من أزمة البطالة التي تفاقمت فالجهة في تراجع ولا بوادر للإنفراج لقد تحدثنا كثيرا بالمجلس الوطني التأسيسي عن كل هموم الجهة وبلغنا صوت شعبها لكن غاب التدخل لوضع حد للمعاناة والفقر الذي ضرب بامتياز رغم ما تحتويه من ثروة مائية وغابية وفلاحية لكن أهلها عطشى والجوع مصير الكثيرين لذلك كانت ردة فعل الشارع في هذا الإضراب لتبليغ احتجاجهم على الوضع والأمل كل الأمل أن تصل الرسالة وتجد صداها لأنه آن الأوان لتنال جهة قدمت الكثير حظها من التنمية والعدالة الاجتماعية .
مطلب شرعي لكن الظرف غير مناسب...
من جهته اكد السيد حاتم هواوي (مربي) ان الإضراب العام مطالبه شرعية ولا ترقى للشك فالجهة تعيش هموما كثيرة ومتنوعة لكن من وجهة نظري فالظرف غير مناسب لمثل هذا الإضراب الذي سيعطل عديد المصالح وسيزيد في تراكم الهموم وانتشار الآفات التي تعاقدت على هذه الجهة المعطاء عموما فرأيي لن يمنع هذا الإضراب ولكن على الجميع تفهم الأسباب والمسببات والتفكير الجاد والعاجل في حلول تضع حدا لهكذا أوضاع خرج معها المواطن الخاسر الوحيد .
أما السيد نزار حناشي (عامل ) فقد اعتبر أن المواطن لم تعد له القدرة على العيش في ظل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتدهورة فكل الأسباب كفيلة لدخول الجهة في إضراب عام لعلها به تفتك قدرا من الاهتمام ويدرك المسؤولون الحاليون والقادمون بأن الجهة تعيش تحت خط الفقر رغم ما تزخر به من موارد طبيعية وطاقات بشرية لم تنتفع منها الجهة بالمرة نظرا لغياب منوال تنمية عادل تنال بمقتضاه الجهة حظها كاملا من الاستثمار فتتحسن الأحوال .