الطفل شمعة منيرة تنير حياتنا وهذه الشمعة لا بد لها من إحاطة وتأطير حتي يمكن ان تودي دورها على احسن وجه فمن يحتضنه اليوم ويحسن رعايته سيكون بالضرورة هو من يدير الشأن العام والخاص لا حقا لذلك وجب توفير كل ما يمكن من ضرورات لنساهم في جعله متوازنا وقابلا للأخر ومتعايشا معه. ولتحقيق مثل هذه الاغراض واجب دعم الاسس الضرورية في حياة الطفل عموما. فإضافة إلى التعلم وما يقتضيه من ممارسات بيداغوجية تشمل ما هو سلوكي بالضرورة لان التربية هي عملية تنشئة اجتماعية فان توفير فضاءات مفتوحة للطفل يبرز فيها مواهبه وإبداعاته حاجة ملحة مثل الانشطة الرياضية والمسرحية والثقافية.
لذلك اقدمت جمعية الابداع المسرحي ودار الثقافة بالمزونة على تنظيم مهرجان مسرح الطفل في دورته الاولى التي نريدها ولادة ستكبر عبر السنين وكانت هذه الدورة تحت شعار المسرح يغذي روح الطفل ايام 24-25-26 ديسمبر2012. وقد اعلن عبر ملصقات مختلفة عن برنامجه مفصلا. فالأنشطة تنطلق كل يوم من ايام المهرجان من الساعة الثامنة صباحا إلى حدود الساعة الخامسة مساء وتمحورت في مجملها حول العروض المسرحية مرفوقة بالنقاش برمجت لها العديد من المجموعات المسرحية مثل جمعية الصمود المسرحي بأم العرائس وشركة بوهدمة للمسرح بعقارب وجمعية المسرح الريحاني بفريانة وجمعية مسرح العرائس بتونس وأخيرا جمعية الشعاع المسرحي بوذرف.
إضافة إلى العروض المسرحية المتنوعة ستكون هنالك ورشات اطلق عليها اسم ورشات فن الممثل تداول على تنشيطها كل من الاستاذ عبد الفتاح الكامل وعبد السلام زارعي وسليم الهمامي وقد التقت الشروق احد هؤلاء المنشطين وهو السيد عبد الفتاح الكامل الذي يعتبر ان البناء الثقافي خاصة بالجهات الداخلية لابد ان تكون لها انطلاقته اساسا مركزة على الاهتمام بالطفل كما يطالب من سلطة الاشراف ان تكون لها رؤية جذرية للوضع الثقافي بالبلاد يتماشى ومتطلبات الوضع الذي تعيش عليه حتى نتجاوز الارتدادات التي يمكن ان تحصل لان كل المجالات مهددة بذلك ولاسيما الحقل الثقافي هذا من جهة ومن جهة أخرى فعلى المثقف او المبدع ان يسعى إلى بناء مشروع ثقافي متكامل يحمل التصور الاني والاستراتيجي حتى يكون أثره ايجابيا ولا يمكن ان يكون ذلك الا بالحرص على مضاعفة تمويل مثل هذه المهرجانات واعادة هيكلة المؤسسات الثقافية حتى نستطيع مواكبة الوضع الثقافي الجديد.
وبصفته كمشارك بهذا المهرجان يتمنى ان يحتوي على رؤية جديدة في التعامل مع الشأن الثقافي وانه سيركز في النشاط الموكول له حول ادوات التواصل والتعبير عند الممثل وذلك بتعليم الاطفال وتطوير قدراتهم التعبيرية والتواصلية.