بالرغم من تدخل وزارة الإشراف لإدماج عملة الحضائر بولاية سليانة كغيرها من الولايات الأخرى، لجني الزيتون، إلا أن نقصا فادحا مازال يلقي بضلاله على الصابة يضاف اليه غياب الامن وما خلفه ذلك من تداعيات سلبية. يواجه الفلاح للموسم الثالث على التوالي بعد الثورة تحديات كبيرة أمام جني صابة الزيتون وخاصة منها المتعلقة باليد العاملة بالرغم من الأجر المحترم الذي يتم تقديمه للعامل وبذلك أصبحت الصابة والمقدرة بحوالي 33 ألف طن من زيتون الزيت مهددة مثل السنوات الفارطة ببقاء نسبة كبيرة منها بالأغصان. فصابة زيتون الطاولة لهذا الموسم قدرت حسب مصادرنا الإدارة الجهوية للفلاحة بسليانة بحوالي 1200 طن، وبالرغم من تراجع صابة الزيتون ب 3 ألاف طن مقارنة بالسنة الفارطة، لأسباب عديدة من بينها ندرة اليد العاملة لجنيها إلا أن السلط المعنية والجهوية منها، مازالت تعمل جاهدة لتفادي هذا الإشكال الذي أصبح يؤرق الفلاح على مدار فترة جنيه، والمتراوحة بين 15 نوفمبر إلى غاية 15 فيفري القادم، وذلك خشية أن تطول مدة الجني مثلما كان عليه الحال خلال السنة الفارطة، عندما امتدت فترة الجني إلى حدود شهر افريل تقريبا، من جراء انعدام اليد العاملة.
بين تبريرات الفلاح... وحال النسوة...
أصبحت عملية جني الزيتون منذ عديد العقود مقترنة باليد العاملة النسوية، لذلك أصبح الطلب عليهن متزايدا خلال هذه الفترة من كل سنة خاصة بعد أن أصبح لهن خبرة كبيرة في هذا الميدان محدثنا الحاج معمر بن الطيب (فلاح) يتنقل من مكان الى اخر من اجل إيجاد اليد العاملة، لقطف محصوله وعن ما يتم جمعه من كيلوغرامات من الزيتون، يقول بان ما يقمن بجنيه طيلة اليوم والمقدر بحوالي 50 كلغ،لا يمكن لها أن تغطي بأية حال جملة المصاريف المدفوعة. وللتذكير فإن المرأة العاملة مطالبة بجني ما وزنه بين ال 80 و90 كلغ حتى يكون الفلاح في مأمن من المديونية.
أما النسوة العاملات فانهن يؤكدن بأنهن مهضومات الحقوق من ناحية الأجر المدفوع والذي لا يتجاوز في أقصى الحالات ال 12 دينار طيلة نهار كامل وتحت قساوة البرد، بالإضافة إلى حرفيتهن بهذا الميدان، وما اكتسبنه من خبرة لايستطيع أي كان القدح فيها.
تراجع مردودية الانتاج...والاسباب عديدة...
ويعتبر زيتون الزيت بالنسبة للعديد من معتمديات ولاية سليانة، من أجود الأنواع المعروفة ببلادنا، وذلك لاحتوائه على نسبة كبيرة من الحموضة، الشيء الذي حدا بالعديد من تجار الزيتون بمختلف المناطق بالساحل خاصة، يستنجدون بضيعات الزيتون بهذه الربوع سواء عن طريق «تخضير» عديد الحقول أو عن طريق شراء زيتون الزيت، لذلك تعرف هذه الفترة حركية كبيرة غير معهودة من قبل عديد التجار الذين يحلون من مختلف المناطق قصد شراء الزيتون، والذي بلغ سعره بين ال 650 مليما و700 مليم من طرف الفلاح، ومثل هذا السعر المتداول بين جميع أصحاب ضيعات الزيتون يعتبر مرتفعا نوعا ما، بسبب تراجع نسبة إنتاجه مقارنة بالسنة الفارطة. ومن جانب آخر فإن القنطار من حبات الزيتون خلال هذه السنة يوفر في أقصى الحالات بين ال19 و21 لترا من زيت الزيتون.