نظم الاتحاد المحلي للفلاحة بالكريب مؤخرا، يوما اعلاميا حول عشب «البروم» وكيفية مكافحته وذلك بالتعاون مع المعهد الوطني للزراعات الكبرى والمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بسليانة، وشركة الموسم الفلاحي، وبحضور عدد كبير من فلاحي الجهة. وثمّن رئيس الاتحاد المحلي المجهودات الكبيرة من قبل فلاحي معتمدية الكريب، ومدى متابعتهم لأهم التقنيات الجديدة للنهوض بقطاع الزراعات الكبرى. ومن جهته عرف ممثل المعهد الوطني للزراعات الكبرى بعشب «البروم» وبين مدى تأثر مزارع الحبوب به، مؤكدا ان نسب الأضرار تساوي ال80 بالمائة من المحصول في بعض الحقول، والتي تتكاثر فيه هذه الآفة، خاصة وان منطقة الكريب تعتبر من اكبر المناطق ببلادنا التي تنبت بها هذه العشبة المضرة، اذ تجد أكثر من 20 نبتة في المتر المربع، مقارنة مع بقية معتمديات ولاية سليانة على غرار بوعرادة وقعفور مثلا اذ تجد لذلك 10 نبتات بالمتر المربع، وبالاضافة الى ذلك فان عشب «البروم» ينتمي الى عائلة النجليات ويتميز بقدرته الكبيرة على التكاثر حتى في ظروف مناخية قاسية، مع وفرة انتاجه الحبي وطاقته الكبيرة على التجدير ومن العوامل المؤثرة على انبات عشب «البروم» المناخ الرطب، بالاضافة الى أن الأراضي طينية لكن هناك عوامل أخرى تساعد على انتشار هذه الافة مثل عدم تطبيق التداول الزراعي المحكم، وعدم تنظيف جوانب الحقول والطريق والآلات الفلاحية مثل آلة البذر وآلة الحصاد، وجمع وتخزين الصابة في أكياس ملوثة ببذور البروم .
ومن خلال هذه الأسباب التي تم طرحها فان مردود الانتاج سيتدنى بنسب مئوية متفاوتة وذلك حسب انتشار هذه النبتة بالحقول بالمتر المربع، فمثل ذلك عندما تكون عدد النبتات قرابة 8 فان نسبة تدني المردود تساوي ال 20، أما اذا تواجدت قرابة 20 نبتة بنفس المساحة فنسبة التدني ستتراوح بين ال20-50 بالمائة في حين اذا بلغت ال50 نبتة فان تدني مردود الانتاج يبلغ بين ال20و80بالمائة.
ويضيف ممثل المعهد الوطني للزراعات الكبرى بأنه نظرا لما تسببه نبتة «البروم» من أضرار كبيرة على الانتاج والانتاجية، وانعكاس ذلك على صابة الحبوب، فان من الاستراتيجيات المتداولة لمكافحة هذه العشبة الخطيرة عدة طرق يمكن اعتمادها مثل الطرق الوقائية، والطرق الزراعية، والطرق الكيميائية .
فأما الأولى فتتمثل في استعمال البذور الممتازة اوبذور خالية من كل الشوائب، بالاضافة الى تنظيف الآلات الفلاحية وخاصة آلات الحصاد، مع استعمال أكياس نظيفة. أما طرق المقاومة الزراعية، فالمقصود بها ادماج عدة زراعات في تداول زراعي محكم ومدروس للتخفيض من حدة انتشار عشب «البروم» مثل البقول وزراعة الخضراورت، مع ضرورة التنظيف والمداواة الكيميائية، مع انجاز الحرث العميق مباشرة بعد الحصاد لدفن بذور «البروم» في عمق يصعب معه الانبات، والحراثة السطحية واعادتها عدة مرات بعد نزول أمطار الخريف، للقضاء على هذا العشب اثر الانبات.
هذا وتبقى الجودة بالنسبة للصابة ومرد ودية الانتاج رهينة الفلاح ومدى استعداده لمكافحة هذه الآفة التي نخرت حقول الحبوب في العشرية الأخيرة خاصة.