آه لو كانت للبقر أحزاب «بقرية» لعرف القوم أنها أنجع الأحزاب وأنفعها وأجداها بوسطها ويمينها ويسارها على المعذبين في الأرض التي بعضها يقول إنها تدور على قرن ثور وهناك من يدعي أنها مقامة على رأس كلب. ماذا لو تكلّمت بقرة في هذا الزمان «الذي ينطق البقر» وضربت الأحزاب بسؤالها الآتي. من هو من أحزابكم يعيل عائلة رمتها في الجهات الداخلية حيث يدخل البقر فيها من كل المداخل وحيث لا عون ولا سند لألوف العائلات إلا بقرة واحدة أوإثنتان وعجل في أحسن الحالات؟
من لهذه العائلات إلاّي من ضرعها يقتاتون يأكلون ويشربون، وبما في رحمي يحلمون بأن يوفر لهم حاجيات التلميذ ويشترون به وهم الحفاة العراة ما يغطيهم من أكداس «الروبافيكا» ويغطي عراء فواتير الماء والكهرباء. ويضمن لهم التمتع وهم في «الروج» بالتسهيلات في اقتناء زيت السوجا وشاي تايوان وسكر كوبة دون أن يغلق في وجوههم عطار القرية «الكوبة»؟
ماذا لو اعتلت بقرة الفقير منبرا من منابر أحزاب الأغنياء وسألت من في أحزابكم مثلي بوعون وسند العائلة المعوزة الفقيرة المحتاجة؟ من في أحزابكم يعطي أضعاف ما يأخذ مثلي من منهم يعرف معاناة البؤساء مثلي وهم يرون عطائي يفتكه الأغنياء من الفقراء التعساء.
اسألوهم أين وجدوا الرحمة والشفقة في البشر الحاكم والمحكّم أم في البقر المحلي والمستورد؟
مَن من أحزابكم لم يعد الشعب بأنه سيأتيهم ب«حليب الغولة» (ياغورت ورايب) وجبنا وزبدة ولبنا معتّقا ومعقّما معلبا فباعني من باعني وخلت الساحة مني ولم يبق فيها إلا «كلاب العسّة» ولم يبق لمن باعني إلا أن يحلب الكلاب في انتظار أن يأتي حليب الغولة ماذا لو تمّ استيراد عشرين ألف بقرة لعشرين ألف عائلة عوض عشرين ألف «تك تك» المعروفة عند البعض ب«الطرطارة» لدعم الاقتصاد «المدّ لتك».
ماذا لو اعتصم ما بقي لنا من بقر في ساحة الحكومة مثلا رافعا شعار كفانا «التكتيك» لا ل«الطرطرة» «الشعب يريد الحليب».