لرمضان بمعتمدية بوسالم من ولاية جندوبة عادات وموروث اجتماعي حافظ عليه سكان هذه المعتمدية جيلا بعد جيل. وعادات رمضان زمان من الأشياء التي حافظ عليها الأهالي إيمانا منهم بأهميتها من جهة وحفاظا على التراث والعادات الاجتماعية التي ارتبطت ارتباطا وثيقا بهذا الشهر المعظم شهر الرحمة والتصدق والتكافل الاجتماعي في مختلف الأوجه من جهة ثانية . وقد لعبت الطبيعة التي حبا الله بها جهة بوسالم دورا هاما في العلاقات الاجتماعية والتقارب بين المناطق وهو ما يظهر بوضوح في بعض العادات الرمضانية التي تؤكد من ناحية تأصل علاقة التكافل والتضامن ومن ناحية أخرى التعايش بين جميع الشرائح الاجتماعية .والعادة الرمضانية التي تمتاز بها جهة بوسالم تتمثل في توزيع كميات من الحليب واللبن مجانا لضعفاء الحال وعابري السبيل . هذه العادة ظهرت منذ القدم ودأب عليها الأجداد وحافظت عليها الأجيال المتعاقبة عبر الزمن . وقد كان أهالي مدينة بوسالم قديما يولون أهمية كبرى لمسألة التكافل والتراحم وكان الأثرياء والميسورون منهم يحرصون حرصا كبيرا على منح الفقراء يوميا كميات هامة من الحليب واللبن و» الرايب» حتى يتمكن الجميع من الإفطار على هذه المادة الغذائية . والجميل في الأمر أن الجيل الحالي مازال يحافظ على هذه العادة الحميدة التي تعرف انتشارا واسعا خاصة بالأرياف حيث وبعد أن يقوم الفلاح بحلب أبقاره وتعبئة الكمية اليومية المعدة للبيع يحذف كمية هامة تأخذ منها العائلة البعض فيما يخصص البعض الآخر للجيران من ضعاف الحال وعابري السبيل وهي كمية توزع مجانا على شكل حليب أو «رايب « أو لبن وهذه العادة وبقدر ما ينال صاحبها من حسنات فإنها تعد من العادات الحميدة التي ظلت صامدة وألفت بين القلوب وترى مع إطلالة كل يوم توافد طالبي اللبن والحليب بأعداد محترمة لن يجدوا سوى القبول والترحيب وطلب معاودة المجيء مع كل يوم لنيل ما لذ وطاب من اللبن والحليب والرايب .هذه العادة يأمل الجميع في عدم اندثارها لأنها تمثل جزءا هاما من قيم التكافل الاجتماعي في هذه الربوع .