لا وجود لمؤشر أو وسيلة للتوجه نحو منطقة الزاوية التي تضم مايفوق الثلاث مائة عائلة سوى ارشادات من مستعملي الطريق... وهي المنطقة الفلاحية العريقة من عوسجة التابعة اداريا لمعتمدية غار الملح والتي اتخذ اهاليها للتعريف بها اسم الزاوية الشهيرة سيدي حمد بوفارس. المنطقة كما حدثنا عنها عدد من شبابها وأهالينا الذين استقبلونا بتلقائية وبكرم ضيافة أبناء الريف الطيبين اعتبروا انفسهم في منطقة تفتقد الى هوية ترابيا حيث لا دليل على أن بها سكان فاق مجموعهم الثلاث مائة عائلة كما قدر قدماء من متساكنيها في حديثهم لنا.
الحاج: محرز الدريدي» فلاح توقف عند واقع تهميش المنطقة لتجد نفسها خارج دائرة اهتمام من يهمه الامر وكذلك عاضده السيد منصف الدريدي الذي أكد على غياب أي مؤشرات للتنمية بالمنطقة المعزولة وتفاقم الفقر والحالات الاجتماعية المعوزة وهي المنطقة كما وصف المفتقرة الى ابسط مقومات الحياة من نقل ومن تمثيليات بسيطة لمؤسسات الدولة ولحال العزلة بينها وبين مناطق الجوار بمدينة بنزرت حيث توقفت وسائل النقل والربط العمومي عن تامين نقل من يطلب الحاجة ولقضاء حتى الشؤون الحساسة كما قال...
اهالينا بمنطقة الزاوية تحدثوا بأطناب عن واقع العزلة التي برزح تحتها متساكنو المنطقة حيث اعتبر الحاج «محرز ان من ابرز المطالب تعبيد المسلك التي تربط الأهالي هنا بالأراضي الفلاحية والمتعارفة خاصة بمسلكي طريق الدوار وعين كسار القلال كما ان مسالة التنوير العمومي بالأحياء معضلة كبيرة تزيد من معاناة الاهالي والعزلة المطبقة لاسيما في فصل الشتاء حيث يسود المكان الصمت المحفوف بالمخاوف منذ ساعات من العشويات كما وصف.
هنا ليتدخل ابنه الشاب عمر الدريدي الذي وصف المنطقة بغير الحاملة لهوية ترابيا وهومن الامور التي تجعل من قضاء بعض الشؤون الملحة تلاقي صعوبات منها الصحية حيث لايعرف احيانا لمن يتبعون عند قبول المرضى في حالات بمستشفى راس الجبل اواستعجالي زهانة..
ومطاب المستوصف ووحدة صحية تفي العائلات مشقة التنقل ومصاريف عبور الى ضفاف اخرى في رحلة قد تكبدهم قرابة الثلاثين دينار من المسائل التي اثيرت بقوة على هامش لقائنا معهم حيث شددت السيدة مباركة والحاج «محمد بن مسعود» وكذلك الشاب محمد الحبييب الغربي على مطلب بعث مستوصف بالمنطقة نحوفك العزلة وتعزيز انتظام وسائل النقل العامة لمجابهة الحالات الاستعجالية من مرض وغريها من الوضعيات التي لاتنتظر. .
كما حدثنا عدد من الشباب عن افتقاد المنطقة الى وسائل ترفيه على غرار دور شباب وحتى الى مقهي الذي يبعد عن المنطقة وبعض العمادات الكيلومترات الطوال.
كما اطلق بعض الاهالي نداء بغرض بناء جامع وهوحلم اخر لم يرى النور بعد.
رفع التهميش عن المنطقة الممتدة من الزواوين الى منطقة قرناطة وشبابها هوالرجاء المتجدد لأهلينا بمنطقة الزاوية حيث ما تزال مظاهر الحياة مشلولة بامتياز وتنتظر لفتة انتشال ولوبتدخلات بسيطة لتعزيز مرافق ضرورية لحفظ الكرامة والشعور بالمواطنة كما اشار الى ذلك عدد ممن اخذ الكلمة. ..