«لسودة» هي تلك المنطقة المطلة على مدينة سيدي بوزيد من المدخل الشمالي ولا تفصلها عنها سوى 7 كيلومترات، تستقطب بعض المؤسسات على غرار المركز الجهوي للتكوين المستمر وإذاعة الكرامة وايضا المنطقة الصناعية الكبرى المزمع إنجازها قريبا... وأنت عابر لمنطقة «لسودة» يجلب انتباهك ذلك المجسم الكبير كليم مرقوم في شكل زربية وقد أضاف على المدينة مسحة من الجمال زاد في بروزه توسطه للمفترق الذي يربط كلا من صفاقس والقصرين وسيدي بوزيد. لكن ما عكر صفو ذلك المنظر هو طغيان اللون الاحمر لتلك البناءات الحديثة من الآجر والتي انتشرت هنا وهناك بشكل فوضوي وذلك ما اكده لنا احد ابناء الجهة من انها فعلا بناءات فوضوية استغل أصحابها غياب المؤسسات المعنية بالمراقبة والمتابعة لتشييد ما امكن لهم تشييده. «الشروق» وخلال زيارتها لتلك المنطقة التقت البعض من الاهالي الذين عبروا عن استيائهم وتذمراتهم بسبب غياب العديد من المرافق الهامة بجهتهم. الخدمات الصحية حاضرة بالغياب السيد مسعود نصيري أفاد ان الكثير من سكان قرية «لسودة»، وبالذات أولئك المقيمين في المناطق النائية، والذين لا يملكون وسائل نقل خاصة يضطرون للتوجه إلى المستوصف المحلي ب«لسودة» الذي تم اغلاقه منذ اشهر نظرا لان بنايته آيلة للسقوط وهو ما اجبر العديد منهم للتوجه نحو عيادات فايض وحي الخضراء بمدينة سيدي بوزيد وما يستوجب تلك التنقلات من مصاريف اضافية. مسعود اضاف انه تم وفي الايام القليلة الفارطة تركيز عيادة طبية بمقر المجلس القروي بالجهة وفي ذات السياق اشتكى احد المرضى من ان الطبيب لا يتواجد سوى يومي الثلاثاء والخميس وما عدا ذلك فالعيادة لا توفر سوى بعض الادوية وبكميات قليلة جدا فضلا عن نقص الطاقم الطبي الكافي. شباب لسودة يطالبون بمرافق رياضية طالب شباب «لسودة» بالتدخل العاجل لرفع حالة العزلة والتهميش التي يعيشونها في ظل انعدام المرافق الرياضية ووسائل التسلية والترفيه مطالبين بتوضيحات حول الاسباب التي أدت الى حرمانهم من ملعب ومن النقص في مرافق التسلية والفضاءات المخصصة لممارسة مختلف الانشطة الرياضية وفي مقدمتها كرة القدم. وفي هذا الاطار ناشد الامجد النصيبي المسؤولين الالتفات الى هذه المنطقة التي وصفها بالواعدة على جل المستويات، حيث لا توجد بها سوى مكتبة عمومية هي بمثابة المرفإ الوحيد الذي يؤمه بعض الرواد ورغم ما تكتنزه من بعض الكتب والمصادر القيمة فهي مازالت في حاجة الى تعزيزها أكثر مع ضرورة توفير خدمات الانترنات بها ودون ذلك ف«لسودة» وفي ظل غياب المؤسسات الشبابية والثقافية فإن تلك الانشطة قد غابت فيها تماما. أما عن المنتزه فقد اوضح الامجد ان هذا المشروع الذي احدثته الدولة في السنوات الفارطة واستبشر الاهالي والمتساكنون ب«لسودة» والمناطق المجاورة لانطلاقته فقد بدأ يفقد بريقه وتدنت خدماته بعد أن تم التفويت فيه لاحد الخواص. تعطل تهيئة المنطقة الصناعية مسائل عديدة ونواقص متعددة أخرى طرحها علينا ابناء المنطقة مثل غياب التطهير ورداءة المسالك الفلاحية وغياب المناطق السقوية وايضا تلكؤ الجهات المعنية والمختصة في تهيئة المنطقة الصناعية التي هي الآن الشغل الشاغل للمنطقة ولجهة سيدي بوزيد ككل. وفي هذا الاطار فقد افادنا السيد رشيد الفتيني رئيس المجلس التوجيهي لمركز اعمال سيدي بوزيد ان هناك حاليا أكثر من 15 مشروعا معطلا أصحابها في انتظار تهيئة المنطقة الصناعية بلسودة وايضا المناطق الصناعية الاخرى المزمع احداثها بباقي المعتمديات. هذا وتظل مسألة الاراضي الدولية تشغل بال الجميع والتي وصفها منصف النصيبي بالمعضلة وطالب بضرورة فتح هذا الملف و ايجاد الحلول التي بموجبها يتسنى للاهالي استغلال تلك الاراضي على الوجه الاكمل وبصيغ قانونية.