بقي ملف المحاسبة من اعقد الملفات المطروحة على الساحة الوطنية, ولئن عجزت الحكومة على فك شفرته وتفكيك جزئياته فقد برزت بعض المبادرات من المجتمع المدني او مبادرات حزبية تنطوي على رغبة في تصحيح المسار وتدارك الضعف الحكومي في هذا السياق ومن ابرز هذه المبادرات مؤتمر المحاسبة الذي ستعقده حركة وفاء. «الشروق» استوضحت تفاصيل وآليات المؤتمر لفتح ملف تفكيك منظومة الفساد مع الناطق الرسمي باسم الحركة وباسم كتلة وفاء في المجلس التأسيسي ازاد بادي.
كيف يمكن ان تقدم مؤتمر المحاسبة للراغبين في متابعته او المشاركة فيه؟
المؤتمر الوطني للمحاسبة الذي سينعقد في 12 و13 جانفي ,هو وليد قناعتنا بضرورة تفكيك منظومة الاستبداد والفساد وتصفية تركة النظام المنهار للتمكن من البناء على اسس سليمة وفي قطيعة مع آليات المنظومة البائدة ورموزها ومكنزماتها.
ماهي آليات هذا المؤتمر للقطع مع منظومة الفساد واقعيا ؟
يعتقد البعض ان هذا المؤتمر هو مجرد مهرجان خطابي يدلي فيه كل طرف بدلوه ثم تنتهي الحفلة في حين انه بداية لخلق منظومة كاملة من الوسائل و الاليات التي ستحقق المحاسبة لعلي اذكر منها المجلس الوطني للمحاسبة كهيكل اعلى يترأسه منسق عام يقع انتخابه من قبل ممثلين داخل المجلس تتفرع عنه لجان نسميها اللجان الثورية للمحاسبة تكون قطاعية وجهوية ولجنة لدراسة الملفات.
ماهي مهام هذه اللجان ؟
هذه اللجان تتولى دور جمع الملفات وتكوين خلايا الانصات واحالتها اما للقضاء العادي او لاليات العدالة الانتقالية وتكون مكونة من مجموعة من الخبراء واصحاب القطاع والمجتمع المدني وهو مجهود لا يقتصر على حركة وفاء وانما نراه جهدا وطنيا مشتركا حيث يشاركنا فيه عدد لاباس به من الاحزاب السياسية لعلي اذكر منها حركة النهضة والمؤتمر والتكتل والبعث وحركة الشعب وحزب العمال وحزب التحرير وغيرها كثير والعديد من الجمعيات والمنظمات المدنية والحقوقية وبعض الشخصيات الوطنية المؤمنة بضرورة استكمال اهداف الثورة والتي تمر حتما عبر بوابة المحاسبة وكشف الحقائق والارشيفات وذلك بالوسائل السلمية والقانونية حيث ستنبثق عن هذا المؤتمر مجموعة من مشاريع القوانين التي ستقدم للمجلس التأسيسي للمناقشة والمصادقة وتنكب منذ مدة مجموعة من اللجان على الاعداد لهذا المؤتمر ممثلة في كل المشاركين فيه مثل لجنة الاعلام ولجنة الورقات السياسية ولجنة الشؤون القانونية وكلها مكونة من جملة من خيرة الخبراء والغيورين على الثورة التونسية.
ماهو الفرق بين الدولة التي تمتلك الذراع التنفيذي وعجزت عن تفكيك منظومة الفساد ومؤتمركم ؟
المؤتمر الوطني للمحاسبة وليد قناعتنا بغياب الارادة السياسية لدى الحكومة في تفعيل برنامج المحاسبة وعدم قدرتها على تفكيك المنظومة القديمة وهو ما نراه اليوم يعيق برامج التنمية والتشغيل والعدالة الاجتماعية والعناية بالمناطق الداخلية والجهات المحرومة وراينا ان الواجب الوطني يحتم علينا الدفع في هذا الاتجاه بوسائل الضغط الاعلامية والتحركات الميدانية السلمية والقانونية وبمشاريع القوانين التي بواسطتها يمكن ان نصحح هذا المسار وان نجبر بواسطته الساسة الجدد على التماهي مع هذا المطلب الذي نراه مطلبا وطنيا يجمع حوله عديد القوى الوطنية المؤمنة بأن الشعب التونسي لم يثر فقط على بن علي وعائلته وانما ثار على منظومة كاملة سرقت هذا الشعب ونهبته وهمشته وأدت لعقود الحريات التي رفعت كاحدى الشعارات في الثورة.
لنقول في النهاية ان بوابة المحاسبة هي تحقيق لاهداف الثورة ومواصلة لمشوارها ومسارها وهي دعوة منا الى بقية القوى الوطنية المؤمنة بمشروع الثورة للالتحاق بهذا الركب لان الوقت مازال متسعا لتحقيق اهدافها.