قالوا ارتفع وحلق عاليا سعر رأس البصل ورأس الثوم ورأس الكراث ورأس الكرمب ورأس البسباس وعرّى رؤوس الناس فأجابهم من أجابهم تحيا الرؤوس حتى وإن كانت بصلا وثوما وكراثا، وما كان لنا قول سوى قول «تعيش الكلاب في روس المجانين». تحدثوا عن رأس السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية ورأس الشهر فردّدنا على القول بالقول ثانية تحيا الرؤوس وإن كانت «فرطاسة» وأقسمنا بأن «الرأس الفرطاس قريب لربّي» وإن لبس «بروكة» من شعر الثعالب والذئاب.
زعموا أن الدنيا مبنية على «راس كلب» فأكدنا الزعم وقلنا لو لم يكن ذلك لما امتلأت الدنيا نباحا وعواء وغدرا على رؤوس الملإ. عرجوا بالقول على الرؤوس الكبيرة وضربها للخلق رأسا برأس فقلنا من تلك الرؤوس يولد رأس الفتنة على رأس كل ساعة، حدثونا عمّن هم أشهر من علم على رأسه نار من الرؤوس الكبيرة فقلنا لم نر العلم وإنما اكتوينا بحرائقه وذاك هو أول وآخر «رأس الهدرة».
حدّثونا عمّن يترأسونا فقلنا إن الترؤس في لسان العرب يعني الوجع في الرأس وحملنا أوجاعنا في رؤوسنا، ولم نجد في أسبيرين التخريف العمومي ولا في «أسبيجيك» التسويف الحكومي للوجع شفاء.
أقسموا بالحكم ثلاثي الرؤوس أننا سنعيش مرفوعي الرؤوس الى الأبد فقلنا لهم ها هي رؤوسنا مرفوعة للسماء طلبا لخلاص بعدما أضعنا «رأس الفتلة» في حبل التواصل وها هو في كل شبر من ديارنا رأس حرباء يتمرّن على تهديد شباكنا الفارعة بالضربات الرأسية البصلية والثومية والكراثية وما عدنا نفهم الدنيا «راسها من ساسها» ولا كوعها من بوعها.
سألونا عن المعيشة فأقسمنا لهم بكل الأولياء الصالحين من راس الجبل الى راس جدير مرورا براس الطابية أن الرؤوس الكبيرة نفت الهم عن دادا عيشة وأقرّت أن يصبح «راس الهم دادا تونس».