«البهيم القصيّر» هو ذاك الحمار القزم المعروف في الوسط الريفي التقليدي ب «الفنش» والذي لا يملك من صفات الحمار إلا «البهامة» والصورة وطول الأذنين والصك والركل والروث والنهيق وهو الحمار الذي يسهل على صغار الهامة من الأقزام ركوبه ولا يركبه العمالقة وحتى العاديون لأنهم إذا ركبوه وصلت ركائبهم إلى الأرض فما بالك بأرجلهم ولئن تحررت الأحمرة من الركوب عليها وبتنا نراها تركب الشاحنات في هذا الزمن الميكانيكي فإن الحمار الفنش بات مهددا بالانقراض إن لم يكن قد انقرض وانتهى أمره ومن حق الأقزام أن يبحثوا عن وسيلة ركوب بديلة فهل وجدوا في الثورة هذا البديل؟ وإلا بماذا نفسر أن كل قزم نكرة تافه أصبح يركب الثورة ويدعي أنه صاحبها ومالكها وحقه المشروع الذي لا ينازعه فيه أحد بما في ذلك ضحاياها وجرحاها ويخيط له من جلد الشهيد بردعة ومن عظامه عصيا يهش بها على رؤوس الناس وكل الرؤوس من رأس الدولة إلى رأس النظام إلى «رأس الهم دادا عيشة» وكل قزم تافه نكرة صار يحكم بأحكامه هذا يحرق الأخضر واليابس وينتدب حضائر جهوية للحرائق خالصة الأجر مسبقا وذاك يقطع الطريق ويحول كل منعرج فيه إلى «خنقة» وينتدب لها «الفلاقة» واليد الحمراء وأجرها الأدنى مضمون الزيادة والآخر ينصب نفسه المندوب الدائم للخالق على الأرض فيكفر من يشاء ويجرم من يشاء وينتدب بعثات تنفيذ لتشريعه خالصة الأجر الأقصى المضمون بالبترو دولار وذاك ينتصب ديوان تطهير للإدارة والفكر والفن والابداع وينتدب للغرض «جوقات» تنشد نوبة «ديقاج Degage» وأجرها «اللي كتب من عند سيدي الشيخ».
اغفروا لي قصر فهمي إن فهمت أن الثورة عند هؤلاء الأقزام هي «البهيم القصير» وإن كان هذا الفهم خاطئا و «مستبهما» فأنا واثق من أن «فنش» الحمير بعدما كان مركوب الأقزام صار راكب الثورة وإلا بماذا نفسر أن الراكبين على الثورة لا نسمع ولا نرى منهم سوى الصك والروث والنهيق والبول في الطريق و«البهامة» وإن كبرت رؤوسهم.
ومن باب «وخاطب الناس بما يفهمون» فصح معي وردد القول «إر. إر. إر» وضف ل «الأ رأرة» «إشت» لعلهم يفهمون.