رغم ما يستقطبه قطاع التكوين المهني من متكونين، ورغم حاجة سُوق الشغل الى اليد العاملة والصنايعية المختصّين من أصحاب الشهائد والكفاءات فإن هذا القطاع مازال يشكو من ثغرات كثيرة، رغم استقطابه سنويا لأكثر من 100 ألف متكون. حسب مصادر مطّلعة من وزارة التكوين المهني والتشغيل من المنتظر أن يلتئم المؤتمر الوطني لاصلاح منظومة التكوين المهني أيام 23 و24 و25 نوفمبر... ومن المنتظر أن يفتتح المؤتمر السيد محمد المنصف المرزوقي ويختتمه رئيس الحكومة.
استراتيجية واصلاح
ذكرت مصادرنا أن المؤتمر سيعمل على تحديد استراتيجية وطنية لاصلاح منظومة التكوين المهني انطلاقا من تشخيص وضعية التكوين ومدى استجابتها لحاجيات سوق الشغل... وسيعمل المؤتمر على دراسة قيمة الشهادة وكفاءة الخريجين.
ومن المنتظر أن يساهم في اعداد هذه الاستراتيجية مجموعة من المطّلعين والخبراء من مختلف الاطراف ومنهم من ذوي العلاقة بتنمية الموارد البشرية. من جهة ثانية، ذكرت مصادرنا أنه قد تم تنظيم استشارات جهوية قصد تجميع المقترحات حول دور الجهة في تسيير منظومة التكوين المهني. وسيترصد صورة التكوين المهني من خلال انجاز استبيان وسبر آراء حول القطاع.
تكوين وتشغيل
ومن المنتظر أن يعالج المؤتمر أربعة محاور تعلم الفهم المشترك للتكوين المهني وموقعه صلب المنظومة الوطنية لتنمية الموارد البشرية... أما محور العمل الثاني فيتعلق بالبحث في سبل جعل التكوين المهني يستجيب الى حاجيات سوق الشغل الداخلية والخارجية. وسيشمل هذا المحور البحث في السبل التفاعلية للتكوين المهني مع المحيط الاقتصادي والمنظومة الاشترافية لتحديد حاجيات سوق الشغل ويحمل المحور الثالث عنوان «نحو حوكمة جديدة للتكوين المهني (الشراكة دور الجهة ومنظومة التسيير والتقييم والمتابعة).
كما سيعالج المؤتمر كيفية احداث منظومة تمويل متطورة وناجعة للتكوين المستمر (آليات التمويل، جودة التكوين، دور الجهة). وأكّدت مصادرنا أنه من المنتظر أن يشارك في هذا المؤتمر مجموعة من المتدخلين في المنظومة الوطنية للتكوين المهني من القطاعين العام والخاص والاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، اضافة الى مجموعة من المؤسسات الاقتصادية والجامعة المهنية وممثلين في المنظمات والبلدان مثل اليمن وليبيا وتركيا وكندا وألمانيا وجمهورية جزر القمور.
اقبال واشكاليات
حسب المطّلعين على قطاع التكوين المهني وأصحاب المؤسسات يشتكي القطاع من مجموعة من النقائص المتمثلة في غياب الاختصاصات المطلوبة من أصحاب المؤسسة. وتبدو اختصاصات التفرج غير متلائمة مع حاجة سوق الشغل في كثير من الأحيان.
من جهة أخرى يُشير عدد من أصحاب المؤسسات الى غياب الكفاءة عند عدد من المتخرجين في قطاع التكوين المهني مما يضطر المؤسسة الى اعادة تكوينهم. ويشكو عدد من الاختصاصات في المقابل من غياب المتكوّنين رغم قدرتها التشغيلية العالية... كما يعزف الشباب عن الدخول في التكوين في اختصاصات مثل البناء أو التجارة وغيرها رغم أنها مطلوبة من المقاولين والمؤسسات.
ويستقطب قطاع التكوين المهني سنويا أكثر من 100 ألف متكون في قطاعات مختلفة مثل النسيج والاعلامية والبناء والالكترونيك والبناء والميكانيك وغيرها من القطاعات التي تتوزع على مستويات مختلفة.
لكن ورغم قدرة التكوين المهني على التشغيل وحاجة التونسيين ل «الصنايعية» والمؤسسات لليد العاملة فإن صورة «المتكون» مازالت مهتزة ودونية مقارنة مع خريجي التعليم العالي... كما أن القطاع مازال في حاجة لمكونين أكفاء ومعلمين يجيدون تعليم ما هو تطبيق لا نظري حسب شهادات أهل المهنة والمطّلعين على القطاع.
وقد أشارت احدى الجمعيات المطّلعة على القطاع والمهتمة باصلاح المنظومة التكوينية الى أن القطاع يتمتع ب «القصور» والمؤسسات لكنها خاوية ودون تكوين حقيقي... كما أشارت الجمعية الى الفساد الذي كان يعيشه القطاع.