اللقاء الذي جمع نقابة المطربين بالمديرة العامة للتلفزة الوطنية بدأ يعطي ثماره، فالمتتبع لبرامج ومنوعات التلفزة التونسية يلاحظ دون عناء الحضور المكثف للأصوات الغنائية التونسية. هذا الحضور طالب به المطربون لفترة طويلة كانت فيها الأولوية للمطربين ونجوم الفن الشرقي من لبنانيين ومصريين، وهو ما أثر سلبا على المشهد الغنائي التونسي.
سيطرة
فقد أدت هذه السيطرة الغنائية الشرقية والحضور الدائمة في البرامج والمنوعات التلفزية الى عزوف الفنانين عن الانتاج بعد ان فقدوا مسالك ترويج أعمالهم والتعريف بها. لم يخسر الفنانون التونسيون في السنوات الاخيرة الفضاءات التلفزية والإذاعية فقط بل فقدوا مواقعهم في المهرجانات الصيفية حيث صار الطلب على نجوم الشرق أكثر بكثير من نجوم الفن التونسي، ولم تصمد سوى مجموعة صغيرة على غرار لطفي بوشناق وصابر الرباعي وأمينة فاخت وصوفية صادق وزياد غرسة ومحمد الجبالي. أما البقية فكانت تتشكل في مجموعات حتى تجد لها مكانا ضمن سهرات المهرجانات الصيفية على غرار ما كانت تقوم به ادارة مهرجان قرطاج في بعض سهرات حتى تنجح السهرة في الاستقطاب بعد ان حدثت القطيعة بين الجماهير والفنانين التونسيين.
مساهمة
اليوم وقد فسحت لهم التلفزة التونسية وكذلك الاذاعة التونسية المجال واسعا لتقديم أعمالهم فإنه لم يعد مسموحا لمطربينا التقاعس ومواصلة ترديد أغاني الرواد كما يفعل بعض من شاهدناهم مؤخرا في بعض المنوعات.
اليوم مطلوب من فنانينا تكثيف الانتاج وتصوير الكليبات حتى تجد المنوعات ما تؤثث به حيزها الزمني، ومطلوب ايضا من شركات الانتاج المساهمة في هذا المجهود الذي تقوم به التلفزة التونسية من اجل النهوض بالقطاع الموسيقي والغنائي التونسي، لعل أغنيتنا تستعيد التألق الذي حققته في الثمانينات. الكرة اليوم في مرمى الفنانين الذين طالما اشتكوا من تهميشهم وتجاهلهم من قبل التلفزة التونسية.