لم يكن انهيار اسقف قاعات اعادية الحصري بمدينة القيروان وتصدع جدرانها مفاجئا، لأن الاطار التربوي بالمؤسسة حذر منه ولأن اللجان الفنية نبهت إليه ودعوا إلى الصيانة والتهيئة لمنع الشقوق من الاتساع والتصدع وحفظ السقف من الانهيار ولكن في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المؤسسات التربوية رغم ما يلاحظ من حركية في أعمال البناءات والتهيئة والصيانة التي تدور عجلتها في كل الاتجاهات السليمة منها والخاطئة، تداعت قاعات تدريس ومخابر إعدادية الحصري للسقوط. واضطر المربون والإدارة الجهوية إلى إخلائها من التلاميذ حماية لهم. المربون نبهوا الى الحالة المزرية التي تعاني من إعدادية الحصري، ولكن الحلول الترقيعية لم تعالج المشكلة فتفاقمت. واذا كانت الإدارة الجهوية للتربية، والسلط الجهوية والمحلّية، جادة في عزمها على معالجة المشكل فإنها أمام مسؤولية كبرى في ضمان سرعة صيانة المدرسة وتهيئتها من اجل عودة التلاميذ الى مقاعد الدراسة. ثم الانتقال الى بقية المؤسسات التربوية التي لا يقل وضعها عن وضع إعدادية الحصري ومنها إعدادية ابن شرف ومعهد رقادة ومعهدي الجزار وعقبة وإعدادية المنصورة. ومؤسسات أخرى تحتاج الى صيانة.
أما الدرس المستفاد، فهو ضرورة الاستماع الى نداءات ومطالب المربين المنادية بالتدخل لعلاج الخلل في وقته دون تسويف أو تفويت. بقيت هناك جزئية مهمة في مسألة البناءات والتجهيز، كانت محل لفت نظر وتغامز، وهي مسألة فساد الأشغال وجود تجاوزات عند إجراء الصفقات سواء في ما يخص البناءات أو اقتناء التجهيزات وهي بئر سحيقة تحتاج إلى معالجة بروية. وهذا توجيه تهم إلى أي طرف ولكن الخلل موجود في القيروان.