تعتبر ولاية سليانة من أبرد المناطق التونسية ويقطن جل متساكنيها الارياف لذلك يبحث اغلبهم عن توفير التدفئة من خلال جمع الحطب من الغابات المتاخمة لمناطق سكناهم. . مما يهدد الثروة الغابية. وقد اصبحت العديد من الجبال مهددة بالتصحر وتفشت ظاهرة قطع الحطب من الاشجار المنتشرة في الجبال بشكل لافت في السنتين الماضيتين ويرجع ذلك للسلوك الفردي من قبل المواطن الذي عادة ما يستغل الظرفية الملائمة لتحقيق غايته الشخصية غير مبال بالمصلحة العامة وغير مفكر بمستقبل الاجيال القادمة.
في الماضي يعمد سكان الارياف إلى سرقة الحطب وقطع الاشجار في أوقات متأخرة من النهار أو في مطلع الفجر ليتم نقلها الى بيوتهم لكن الان ليس بالغريب ان تلمح مواطنا يقطع الاشجار الغابية في وضح النهار بل يحول الحطب الى فحم فترى دخان «المردومة» منتشرا في أكثر من مكان في جبال ولاية سليانة نذكر منها جبل السرج وجبل الروحية وجبل مكثر وجبل زهيلة وبنيتها في معتمدية برقو.
محاولات حراس الغابات تكاد تكون محدودة. واللافت للانتباه انه وفي ظل المساحات الغابية الشاسعة والممتدة على كامل الجبال فان عدد الحراس يعتبر ضئيلا وغير كاف لردع سلوك بعض سكان الريف.
والسؤال الذي بات مطروحا في ظل الوضع الذي ينذر بالخطر والمتمثل في تصحر بعض الجبال متى سيتم الضرب على ايادي العابثين ومتى تتدخل الهياكل المعنية للحد من هذه الظاهرة التي تعتبر خطيرة ومضرة في الآن نفسه بالطبيعة وبالاجيال القادمة.