ما كان أحد يتوقّع أن تكون بداية المنتخب في هذا المونديال بتلك الطريقة حيث بلغت الجرأة بلاعبينا حدّ إرباك أبطال العالم والأولمبياد الى حدّ الدقيقة 52 من المباراة حيث ظلّوا متقدمين بهدفين (25 23) بعد أن كانت لهم أسبقية ثلاثة أهداف. في الدقيقة 42 (22 19) وبعد أن كانوا متقدمين في الشوط الأول بنتيجة (14 13) أجمع الملاحظون هنا على أن المنتخب التونسي قدّم أفضل شوط في مسيرته منذ 2005 ويرجع الفضل في ذلك الى المردود الدفاعي المتميّز وخاصة الى تألّق الحارس مروان مقايز وكذلك الى النجاعة الهجومية لمصباح الصانعي وأيمن بنور ووائل جلوس وتواصل تألق المنتخب في الشوط الثاني أمام دهشة كلود أونستيا وإعجاب كافة الجماهير الحاضرة.
نارسيس والاستبعادات
ولولا الاستبعادات بدقيقتين التي طالت سبعة لاعبين بينما لم يستبعد الحكمان سوى ثلاثة لاعبين من فرنسا ولولا ضربات الجزاء الست التي تحصل عليها المنتخب الفرنسي بينما لم يحرز منتخبنا سوى ضربتي جزاء ولولا إهدار بعض الفرص السهلة، ولكن أيضا لولا دخول دانيال نرسيس أفضل لاعب في العالم لسنة 2012 قبل 15 دقيقة من نهاية المباراة لعرفت المباراة مصيرا مغايرا.
بنور أفضل هداف
ويكفي منتخبنا فخرا أن صفّق له الجمهور طويلا وأن نال تقدير الاطار الفني وكافة لاعبي منتخب فرنسا ولئن آلت جائزة أحسن لاعب في المباراة الى الجناح الأيمن للمنتخب الفرنسي لو لا أبالو فإن أفضل هداف للمقابلة كان الظهير الأيمن لتونس أمين بنور برصيد 7 أهداف وفي ما يلي توزيع الأهداف للفريقين.
تونس: الهدوي (2 من 4) البوغانمي (2 من 2) تاج (2 من 4) بنور (7 من 13) العلويني (4 من 8) جلوس (4 من 5) الصانعي (5 من 7) التومي (1 من 1) الغربي (0 من 1) التواتي (لم يسدّد) حسني (لم يشارك) شويرف (لم يشارك). الحارسان: مقايز (13 تصدى من 41) وهلال (0 من تسديدتين) فرنسا: فارنانداز (6 من 10) باراشي (4 من 6) نارسيس (3 من 5) هونروبيا (3 من 3) كاراباتيش (5 من 9) أكاميراي (1 من 3) أبالو (6 من 7) (سورهيندو (2 من 3).
مباشرة من قرانولارس: أجواء تونسية وتفوق للجماهير الفرنسية
سجل جمهور المنتخب حضوره في قاعة فرانولارس بأعداد محترمة لمساندة عناصرنا وقد حلّ قرابة الثلاثين محبا من ألمانيا وكذلك حلّ عشرات الأنصار من تونس والنمسا وفرنساواسبانيا ورفرف العلم التونسي في القاعة وحضرت الدربوكة وكانت أجواء احتفالية تونسية بأتم معنى الكلمة.
وقد ازدانت أكثر من نصف المدرجات باللون الأزرق حيث غصت القاعة بالجماهير الفرنسية الذين أتوا من كافة المدن الفرنسية لمؤازرة بطل العالم وكذلك تميزت الجولة الأولى بحضور عدد محترم من أنصار المنتخب الألماني.
أنور عياد في الموعد
هذا وحلّ بڤرانولارس لاعب تولوز والمنتخب سابقا أنور عياد لمساندة زملائه وكان مرفوقا بالعضو الجامعي محسن الماطري.
حسونة وراء جلّوز
كما حضر المباراة الاولى للمنتخب رئيس جمعية الحمامات الهاشمي حسونة الذي كان مرفوقا برئيس فرع كرة اليد راضي رحومة وقال لنا حسونة بأن تحوله الى اسبانيا يندرج في نطاق المساندة المعنوية للاعب وائل جلوز خاصة ومساعدته على التأقلم مع أجواء التظاهرات الكبرى.
أونستا وكاراباتيش منبهران بأداء المنتخب الوطني
سواء كان ذلك في المنطقة المختلطة أو بقاعة المؤتمرات الصحفية، أخذ أداء المنتخب التونسي القسط الأكبر من استجوابات الاعلاميين الفرنسيين والعالميين للاطار الفني واللاعبين الفرنسيين.
وقد أطنب كلود أونستا فعلا في تمجيد عناصرنا حيث قال: «إنني طبعا سعيد بالانتصار لكنني منبهر أكثر بأداء المنتخب التونسي الذي أوجّه إليه تحية تقدير واكبار بصفة رسمية ومن أعماق قلبي لمساهمته في وضع المباراة في أعلى مستوى وامتاع الجماهير الحاضرة بكرة يد من أرقى طراز. لقد وجدنا صعوبة كبيرة للفوز لا لأننا لم نكن في مستوى جيد وإنما للمستوى الكبير الذي أظهره التونسيون. طبعا آلت الكلمة في الأخير الى المنتخب الأكثر خبرة إلا أنني على يقين بأن المنتخب التونسي سيقطع شوطا كبيرا في هذه الدورة كما أرشحه بأن ينهي الدور الأول في احدى المرتبتين الثانية والثالثة واسمحو لي بالتنبؤ بمستقبل كبير لهذا المنتخب الذي يفوق حسب رأيي منتخب 2005 نظرا الى تعدّد لاعبيه وصغر سنّهم».
كاراباتيش معجب بمقايز
قال كاراباتيش إن المنتخب التونسي كان نجم الجولة الأولى في المونديال وله الفضل في أن أدخلنا في المونديال منذ المباراة الأولى وإنني معجب بالأداء الدفاعي لتونس وخاصة بالحارس مڤايز الذي منعنا في كثير من المناسبات من أخذ الفارق وحسم المباراة. لقد استمتعنا كثيرا باللعب اليوم لأن المستوى ارتفع بشكل كبير من الجانبين.
آلان بورت يتذمّر من البرمجة
بقدر ما كان آلان بورت راضيا عن أداء المنتخب بقدر ما أعرب عن تذمّره إزاء سوء البرمجة التي لا تخدم مصلحة تونس حيث قال في الندوة الصحفية التي انعقدت اثر المباراة بأنه في الوقت الذي يجيب صحبة كمال العلويني عن أسئلة الصحفيين مع ترقب بقية الوفد في الحافلة للعودة الى الفندق، يوجد اللاعبون الألمان في غرفهم وهو ما يعطيهم 4 ساعات راحة اضافية مقارنة بنا.
أما بالنسبة الى بقية المشوار فيبقى بورت كعادته واقعيا حيث يقول العبرة بجمع النقاط لضمان التأهل والترتيب الافضل في المجموعة إذ لا يكفي أن نضع بطل العالم في وضعية حرجة بل يجب علينا تحقيق الفوز مع الأداء.
وائل جلوس: «القادم أفضل»
«المهم أننا دخلنا بطولة العالم من الباب الكبير وإنني أتوقع بأن نحرز نتائج ايجابية في قادم المباريات.
كمال العلويني: «كنت متوقعا»
«قمنا بتحضيرات حثيثة ومدروسة مكّنتنا من أن نكون جاهزين بنسبة تقارب 100٪ للمونديال وكنت شخصيا متوقعا بأن نخرج بطل العالم والأكيد أننا بصدد كسب منتخب كبير».