خرج المنتخب الوطني عشية اليوم من مباراته مع نظيره الاسباني تحت تصفيق الجمهور السويدي الحاضر في قاعة لوند واستحق أيضا اشادة معرب المنتخب المنافس في الندوة الصحفية التي أعقبت المصافحة الثانية لزملاء مقنم في مونديال السويد . المنتخب قدم مباراة رائعة جدا من الناحية الدفاعية بل يمكن القول أنها ( أي هذه المباراة ) كانت خليطا من الانضباط التكتيكي والروح الانتصارية فاللاعبون أرادوا تقديم انجاز ما لبلدهم ولكل التونسيين في هذه الأوقات العصيبة من تاريخهم وهو ما أكد عليه عصام تاج في تصريح صحفي فوري مضيفا أن اجتماعا خاصا ضم عناصر المنتخب للتعاهد على اعطاء أقصى ما يستطيعون وبالفعل كان الأداء في قيمة العهد الذي قطعه اللاعبون على أنفسهم ولولا بعض الارتباك وغياب الحلول في الهجوم لتحقق لمنتخبنا انتصار تاريخي على واحد من أفضل المنتخبات في العالم. في ما يتعلق بسير المباراة لا بد من التأكيد بداية على طغاء عنصر الدفاع اذ مرت 8 دقائق كاملة قبل أن يتمكن المنتخب الوطني من فتح باب التسجيل فيما انتظر الاسبان 11 دقيقة كاملة لتسجيل هدفهم الأول. المنتخب الاسباني تمكن بعدها من أخذ الأسبقية لكن أبناء الان بورت سرعان ما قلصوا الفارق لينتهي الشوط الأول بحصيلة ضئيلة من الأهداف لفائدة زملاء أنتريريوس ( 9 – 7). الشوط الثاني كان أفضل في بدايته بالنسبة للمنتخب في الناحيتين الدفاعية والهجومية وتمكن المنتخب بعد 12 دقيقة من أخذ الفارق لصالحة لأول مرة في اللقاء ( 13 – 12 ) قبل أن يعود الاسبان مجددا للتقدم مجددا ويستمر التشوق والاثارة علما بأن هذه الشوط تميز بمردود بطولي للحارس ماجد حمزة الذي صفق له الجمهور السويدي والجمهور التونسي الذي ناهز عدده 100 شخص مرارا وتكرارا خصوصا وهو يتصدي لتسديدات أفضل اللاعبين في العالم. تكتيكيا لمسنا بعض الانتقادات للمدرب الفرنسي الان بورت الذي أخرج كمال العلويني من حساباته مرة أخرى على الرغم من كونه كان قادرا على الافادة سواء كمنسق او كلاعب دائرة . الملاحظة البارزة الأخرى هي المردود المتواضع لصبحي سعيد على غير العادة ناهيك وأنه ارتكب 3 أخطاء فنية بدائية فيما كان بسام مرابط خارج الموضوع ولم يقدم المساعدة في مركز الظهير وهو الذي كانت الامال معلقة عليه في غياب وسام حمام. الان بورت لم يسمح أيضا لوائل جلوز بوقت أكبر لكي يقدم بعض الاضافة في الهجوم والحقيقة أن عنصر الخبرة مازال ينقص هذا اللاعب الشاب لكن بامكانه أن يصبح من أفضل اللاعبين في العالم بمزيد العمل والتخلص من الشوائب التي تطبع أداءه. عموما المنتخب لم يقصر صراحة وقدم مباراة كبيرة خسرها بفارق 3 أهداف ( 21 – 18 ) لكن الفائدة حاصلة من هذه المواجهة معنويا وفنيا ساعات قليلة قبل المباراة الهامة جدا غدا مع المنتخب المصري انطلاقا من الساعة التاسعة الا الربع ليلا في كريستينستاد .