تسببت عديد العوامل في حرمان سكان أولاد عون واولاد شخار والموادنية واولاد عسيلي وعسال من معتمدية فوسانة من الماء لعل أهم هذه العوامل الجفاف الذي اذهب سيول العيون بالجهة. هذه المناطق انهك اهلها العطش وهم الاحق بحصاد ثورة الكرامة فهم لا يطالبون بزيادة في الاجور ولا بمناطق ترفيه وتهيئة انهم فقط يناشدون المسؤولين انصافهم بشربة ماء تزيدهم تمسكا بأرضهم وتدفعهم نحو مواصلة حياة اساسها الكفاح من اجل ملازمة الواقع المحزن والنضال في سبيل كرامة قد تحققها الايام المزهرة لثورة مبهرة .الشروق زارت هذه المنطقة ولاحظت المعاناة تبرز على كل ارجاء الطريق مسلك ريفي لا يتجاوز 3 كلم لربطه بالطريق المعبد ببودرياس والمساكن ريفية في حاجة الى التحسين ولكن مأساة السكان مع الماء انستهم آلام واقعهم المحزن. الشيخ احمد شخاري اعلمنا ان عين عمارة هي مورد الماء الوحيد منسوبها ضعيف صيفا بل ان مياهها تتجمد شتاء وقد اسسها المستعمر الفرنسي سنة 1929 تقريبا ومنذ طفولته كان يملا منها الماء وها قد صار شيخا ومازالت هذه العين قدره وهو يسأل عن اليوم الذي يشرب من حنفية كغيره قبل ان يداهمه الموت ويحلم السيد مبروك عوني لأبنائه الصغار بمستقبل زاهر خاصة بعد ثورة الكرامة فلم تعد تهمه نفسه بقدر تفكيره في شربة ماء صحية لأبنائه وهو كذلك يرفض النزوح ويتمسك بارضه رغم العطش أما السيد الهادي بن سالم فقد بين ان منبع العين ملوث لأنه مفتوح على جميع الحيوانات والحشرات والفواضل .وقال السيد عادل بن علي عوني ان سكان هذه المناطق يطالبون ببئر عميقة تروي عطشهم وتمتد منه قنوات الماء .أما السيدة خديجة شخاري فقد اخبرتنا ان ندرة ماء العين جعلتها تتقشف في استعماله فغسل الثياب بصفة دورية مثلا بات مستحيلا.وأوضح السيد محمد الصغير عوني ان نزول الامطار يجعل بلوغ هذه العين مستحيلا فالأوحال وفيضان الاودية يمثل حاجزا لذلك يضطر الاهالي الى شرب ماء الامطار .كما بين ان شهر رمضان مثلا يجعل السكان يقصدون العين منذ السحور لأن منسوب مياه العين ضعيف لا يفي بحاجة السكان المهولة. هذا وقد أكد جميع المواطنين الذين التقتهم «الشروق» انهم يرفضون الاعتصامات وغلق الطرقات وان املهم في ثورة الكرامة اكبر من احلامهم التي وقع تجاهلها في العهود السابقة ولكنهم اليوم يصرخون عطشا ومن حقهم التنعم بخير ثورة هي ثورتهم اولا. أما تلامذة المدرسة الابتدائية (مدرسة زاوية المولدي) فيتحتم عليهم جلب قوارير الماء من منازلهم لشربها كذلك الشأن بالنسبة لمسجد للصلاة الذي تنعدم فيه مياه الوضوء. اضف الى ذلك عطش الحيوانات والمواشي .وقد اجمع جميع من حاورتهم الشروق على ان مد قنوات الماء من منطقة بودرياس التي تحاذيهم قد لا يكلف الكثير من الاعتمادات وان التفكير ببعث بئر عميقة بالمنطقة وخاصة بمرتفعاتها الجبلية الغنية بالماء يمكن ان يحل الاشكال فهل ستروي سيول ثورة الكرامة عطش سكان هذه المناطق التي اولتها مشاريعها الثورية الاولوية خاصة وانها تنتمي الى ولاية داخلية مناضلة وذات أهمية حدودية.