مرة أخرى أقول إنه يحسب لوداد بوشماي انقاذها لمنظمة الأعراف في الوقت الذي كانت فيه هذه المنظمة مهددة بنار «التجاذبات» السياسية وفي الوقت الذي كانت فيه بعض الأصوات تبحث عن استمرار الأزمة و«تأبيدها».. وبصرف النظر عن انتخاب وداد بوشماوي رئيسة لاتحاد الأعراف فإن المؤتمر 15 للمنظمة نجح في إعلاء صوت الاعتدال وغلب صوت الحكمة والعقل وهو ما تحتاجه منظمة في وقت يعيش فيه رجال الأعمال والتجار والحرفيين التونسيين وضعا صعبا وظروفا متدهورة ومشاكل بالجملة قد تعصف بالنسيج الاقتصادي وبما تبقى من مصالحهم..
لم تكن الفترة الانتقالية التي تقلدت فيها وداد بوشماوي منصب رئيسة اتحاد الأعراف فترة سهلة بل كانت مغامرة غير محسوبة العواقب لكنها مرحلة كانت تحتاج الى الوفاق وهو ما نجحت فيه وداد بوشماوي. الآن انتهى المؤتمر وأمام أعراف تونس طريق واحد وهو طريق الوفاق والمحافظة على «البيت» وحمايته...
ملفات
ستكون أمام القيادة الجديدة لاتحاد الأعراف ملفات ساخنة وعاجلة أهمها ملف رجال الأعمال الممنوعين من السفر فتونس قد تكون البلد الوحيد في العالم الذي يعاقب رجال أعماله ويعاقب مستثمريه بصفة جماعية.
وأمام القيادة الجديدة لمنظمة الأعراف الدفاع عن صغار التجار والحرفيين المهددين اليوم بفقدان أرزاقهم وسط الفوضى العارمة التي تحكم التجارة الداخلية وفي ظل سيطرة عمليات التهريب.
يعاني اليوم التجار والحرفيون ورجال الأعمال من صعوبات كبيرة وعديدة تحتاج الى وقوف منظمتهم وتحتاج الى تفاوض جدّي مع الحكومة. أسدل الستار على واحد من أهم وأخطر مؤتمرات الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة وأسدل الستار بذلك على فصل مهم من مرحلة صعبة في تاريخ تونس.