أثار المنشط علاء الشابي في الحلقة الأخيرة من برنامجه «كلام الناس» موضوع المهرجانات الصيفية خاصة مهرجان قرطاج الدولي، وأكد في تدخله أن مدير المهرجان صرح له بأن بعض العروض التونسية سببت خسائر مالية ضخمة للمهرجان لعجزها عن استقطاب الجماهير بالعدد الذي يغطي تكاليف هذه العروض... ومن الفنانين الذين ذكرهم علاء الشابي المطرب الشعبي الهادي حبوبة. ماقاله علاء أثار غضب الفنان واعتبره تشويها لصورته وتجاهلا لتاريخه... في هذا الحوار يوضح حبوبة ل «الشروق» موقفه من هذه المسألة ويكشف الظروف التي تمت فيها برمجة السهرة وتقديمها.
ما الذي أثار غضبك في أقوال علاء الشابي؟
كم المغالطات التي تضمنها كلامه وكلام مدير المهرجان إذا كان فعلا صرح لعلاء بذلك الكلام وحتى أنير الرأي العام حول ملابسات عرض «مطارق» من فعاليات مهرجان قرطاج الدولي أؤكد أنني تقدمت بملف ترشح للمهرجان قبل 4 أشهر من موعد المهرجان لكن عندما كشفت إدارة المهرجان عن برمجتها لم أجد مشروعي ضمن القائمة فقبلت بصدر رحب وتوجهت إلى عملي لأنني لا أقف عند مهرجان قرطاج فقط، لكن قبل 9 أيام من تاريخ العرض اتصلت بي نقابة الموسيقيين وطلبت مني تقديم عرض «مطارق» في قرطاج ، رفضت في البداية لأن الوقت لا يكفي للإعداد لكن أمام إلحاح كاتب عام النقابة قبلت.
ماذا حدث بعدها؟
اتصلت بالمخرج المسرحي سليم الصنهاجي وبدأنا العمل وانتدبت عازفين وفنانين من كامل تراب الجمهورية من الجنوب والشمال الغربي والشمال والوسط وبدأنا العمل لكن أثناء التحضير لاحظت أن حملة الدعاية للعروض المبرمجة بعد سهرتي قد انطلقت في حين لم تقع الاشارة إلى عرض «المطارق» ولم تقع الدعاية للعرض إلا قبل يوم أو يومين من تاريخ العرض.
إذن التقصير في الدعاية هو السبب في عدم حضور الجمهور بكثافة؟
لا ليس هذا فقط، فكلنا نتذكر أن عرض «المطارق» جاء بعد أيام قليلة من أحداث العبدلية وما شهدته ضاحية المرسى من أحداث وكلنا نتذكر وقتها أن حتى المقاهي كانت تغلق باكرا على غير عادتها وفي مثل هذه الظروف كان من المفروض أن تقوم إدارة المهرجان بحملة دعائية مضاعفة لا ان تركز دعايتها على العروض الأجنبية مقابل تهميش العروض التونسية.
هذا يعني ان ادارة المهرجان هي التي كانت وراء الفشل الجماهيري للعروض التونسية؟
بالنسبة لي شرحت الظروف التي تم فيها تقديم العرض وتصحيح ما جاء على لسان علاء الشابي الذي كان يدعوني لحضور منوعاته في قناة 21 وقناة حنبعل ولا أعتقد أنه كان يجاملني بل لأنه كان يعرف جيدا أنني أتمتع بشعبية كبيرة.
أنت تعتبر أن عرض «المطارق» كان مظلوما؟
نحن كفريق عمل قمنا بواجبنا وقدمنا عرضا فرجويا وطريفا وعلى مستوى عال فنيا ومشهديا وهذا بشهادة النقاد بل أكثر من ذلك بعد انتهاء العرض التقيت وزير الثقافة الدكتور مهدي مبروك وهنأني على نجاح العرض وبعد ذلك كان أول وزير الثقافة طيلة مشواري الفني يشيد بعملي في الاذاعات والتلفزة لكن الطرف المقابل لم يقم بواجبه فتاريخ العرض لم يكن مناسبا والدعاية للسهرة كانت شبه منعدمة فأقول بكل لطف لمدير المهرجان لا تحملني المسؤولية فأنت تعرف جيدا أنه قبل العرض بأربعة أيام لم يكن لدي عقد، فهل هذا طبيعي؟
هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها لمثل هذه الاشكاليات؟
هذا صحيح على امتداد مسيرتي الفنية كنت مقصيا من الاعلام والاذاعات والتلفزات كانت تقاطعني من أيام بورقيبة إلى حدود حرب الخليج، في حياتي الفنية تمت استضافتي في مناسبات قليلة جدا ومع هذا حققت شعبية في تونس وخارج تونس فضمن هو الفنان الذي حقق نجاحا جماهيريا دون مساعدة الاذاعات والتلفزات الجمهور التونسي وحده كان إلى جانبي وليعلم علاء الشابي والبقية أن الكثير من المهرجانات التجأت إلي لانقاذ خزينتها من الافلاس.
لكن علاء الشابي أعاد ما قاله مدير المهرجان؟
اذا كانت إدارة المهرجان أو وزارة الثقافة تتحسر على الخسائر المادية لبعض العروض التونسية أنا مستعد أن أعيد لها ما تحصلت عليه من أجر، أما ما أخذه المشاركون في العرض فهذا حقهم لكن ليعلم جماعة الوزارة أن عام 2004 قدمت عرضا في قرطاج وكان حضورا جماهيريا قياسيا وتم تصوير العرض وبثه على قناة روتانا، وهذا مناف للقوانين فعقد العرض منفصل عن عقد البث التلفزي ومع ذلك لم أحتج ولم أطالب بحقي، كذلك عام 2011 في العرض قدمت في قرطاج احتفالا بالثورة بعد أن تمت دعوتي للمشاركة وقبلت المشاركة مجانا مع أن بقية المشاركين تحصلوا على أجورهم.
لماذا كل هذا الغضب هل لأول مرة تتعرض للنقد؟
هذا ليس نقدا هو تجريح ، وتجاهل لتاريخ ولمسيرة فنية تمتد على أكثر من 45 عاما، أنا اليوم متعاقد مع شركات عالمية ومثل هذا الكلام يؤثر على صورتي خارج الحدود لكن ليعلم الجميع أنني لن أقف عن العمل وسأواصل المشوار رغم كل العراقيل.
هل كان المقابل لعرض «المطارق» مرتفعا إلى حدّ أنه تسبب في اختلال ميزانية مهرجان قرطاج؟
ما تحصلت عليه لا يرتقي إلى قيمة المبالغ التي يصرفها الفنانون الأجانب في المكالمات الهاتفية في الفندق، أو قيمة الهدايا التي تعطى لهم مقابل تقديم سهرات خاصة لعلان وفلتان .
هل تحصلت على دعم من وزارة الثقافة؟
طيلة حياتي لم أتحصل على مليم واحد دعما على إنتاجي أو عروض ولن أستحق لهذا الدعم فقط أطالب بأن يتركوني أعمل وان يقطعوا مع هذا الأسلوب الذي يفرق أكثر مما يجمع نحن في تونس اليوم نحتاج إلى التكاتف والتضامن حتى نبني البلاد وننهض بها.