يعدّ المهرجان الوطني للموسيقيين الهواة بمنزل تميم رافدا أساسيا ومحطة إبداعية هامة للمدونة الغنائية التونسية على اعتبار أن هذا المهرجان هو الحاضن والمؤطر للمواهب الشابة في الغناء والانتاج الموسيقي. المهرجان الوطني للموسيقيين الهواة بمنزل تميم الذي ولد ربيع 1987 ببادرة من مثقفين ومؤمنين بالفعل الإبداعي الجاد على غرار جلول عزونة والصادق شرف وعبد الكريم بونقيشة في تلك الفترة، أصبح على امتداد دوراته موعدا وطنيا قارا تلتقي في رحابه المواهب الشابة لأجل الانطلاق وكسب أحقية الحضور تحت شمس الأغنية التونسية.
وعديدة هي الأسماء التي ولدت من رحم هذه المهرجان كهالة المالكي وسنية العرائسي وألفة بن فرج وأماني السويسي ويسرى الحمزاوي وأنيسة مخلوف وأسامة القاسمي ومنير الطرودي وفيصل رجيبة وألفة بن رمضان ونصر بوراوي ومحسن الشريف وحيدر أمير وفوزي الغريبي.. وغيرهم كثير من هذه الأسماء التي انطلقت في الأفق الرّحب لتأسيس وتأثيث مسيرة فنية كلّ حسب توجّهاته وقناعاته وإمكانياته.
عقد شراكة
واليوم وبعد هذه المسيرة التي عرفت هزّات وعاشت صعوبات كادت تؤدي بهذا المهرجان الى الاندثار، أمكن تدارك الأمر بأن تمّ الاتفاق مع وزارة الثقافة على توقيع عقد شراكة مع الهيئة المنظمة له بمدينة منزل تميم.. عقد يقضي بتوفير الدعم المادي واللوجستي من قبل سلطة الاشراف حتى يواصل هذا المهرجان دوره الذي من أجله تأسّس منذ أكثر من عشرين سنة والمتمثل أساسا في اكتشاف المواهب الفنية وتمكينها من فرصة التعبير عن الذات والعمل بكل جد واجتهاد على تقديم أغنية فيها متعة وإقناع وإمتاع.
تأكيد الموعد الأصلي ؟
والسؤال المطروح اليوم بإلحاح: أي موعد للمهرجان الوطني للموسيقيين الهواة بمنزل تميم وهو الذي كان ينتظم على امتداد دوراته في شهر مارس من كل عام.. موعد قار تمّ تجاوزه في دورات نادرة لاعتبارات تنظيمية بالأساس.. فهل سيستعيد موعده المعروف به منذ دورته الأولى سنة 1987؟ أم أن هناك نيّة في تحديد موعد جديد له.
ومهما كانت الاختيارات فليس من حق الهيئة المشرفة التعاطي بسهولة مع هذا المهرجان الوطني بخصوصيته الابداعية المتفرّدة خاصة بعد أن تمّ انتشاله من أتون الاندثار والذوبان.