تأسّست الزراوة الجديدة سنة 1975 وانتقل إليها السّكان من الزراوة القديمة بعد سنتين عندما أصبحت المدرسة الابتدائية جاهزة ، حاليا تعدّ أكثر من خمسة ألاف ساكن . وهي من القرى القليلة التي لم تشهد نزوحا خلال السنوات الماضية مما جعل المتساكنين يتساءلون عن مدى صحة هذه الاحصائيات وتأثير هذه المغالطة على فرص التنمية بها وانعكاساتها على حق القرية في البنية التحتية .زرنا القرية وبعض مؤسساتها والتقينا بعديد المواطنين الذين لفتوا انتباهنا منذ البداية إلى أهمية الشارع الرئيسي الذي يقسم أرض القرية إلى قسمين فجزء تابع ترابيا وإداريا لمطماطةالجديدة والجزء الآخر على اليمين تابع لمعتمدية الحامة وهوما يخلق مشكلة إدارية وفنية عند تهيئة الأراضي أوعند طلب شهادة ملكية . السّيد الهادي العبيدي من أصيلي المنطقة التقينا به في المدرسة الابتدائية فحدّثنا عن عزلة القرية عن كلّ المناطق المحيطة بها فيكفي تعبيد 9 كم لربطها بالطريق الجهوية رقم 20 الرابطة بين مطماطة ودوز وتعبيد 8 كم لربطها بمطار مطماطة و12 كم لربطها بالحامة و17 كم لربطها بآزرو( الزراوة القديمة) . كما حدّثنا عمّا تعانيه المنطقة من إقصاء محلي وجهوي حيث لم يتمّ تشغيل أبنائها من أصحاب الشهائد العليا بالمؤسسات الادارية بالمعتمدية فلا تجد زَرْويّا واحدا في أي مؤسّسه عمومية ممّا يدفع بالمتخرجين الجدد من التوجه إلى العاصمة بحثا عن الشغل ، إلى جانب ضرورة توسعة نادي الشباب الريفي وتجهيزه ليكون مواكبا لتطلعات الشباب كما رأى حاجة المنطقة إلى دائرة بلدية للحالة المدنية فمن غير المعقول أن يتنقل المواطن 25 كم إلى مقر بلدية مطماطةالجديدة لإستخراج مضمون ولادة . أما السّيد نورالدين فوني مدير المدرسة فقد أكد على ضرورة تدعيم مكتب البريد بعون ثان لتفادي الاكتظاظ وطول فترة الانتظار ، كما طالب بحق المنطقة في مدرسة إعدادية تخفف عبء التنقل عن التلاميذ إلى مطماطةالجديدة . أما السّيد عماد الطبيب فدعا المندوبية الجهوية للفلاحة بقابس إلى الاسراع بتوسعة المنطقة السّقوية وتشجيع صغار الفلاحين وخاصة مربي الماشية ومربي النحل في ظل الجفاف الذي تعرفه الجهة حيث تضرّر كثيرا قطيع الماشية من جرّاء ارتفاع سعر العلف .اجتماعيا تبدومعظم المساكن في حالة طيبة خاصة وأن نسبة هامة من أبناء الزراوة هم أصحاب مخابز بتونس الكبرى وبفرنسا غير أن السيد الهادي لعبيدي حدّثنا عن سيّدة مطلقة منذ سنوات عديدة ، لا سند لها وتفتقد إلى مسكن يؤويها ويحفظ لها كرامتها فهي منذ طلاقها في الستينات تسكن عند أهل البرّ والفضل وما تتقاضاه من منحة للمعوزين لا تمكنها من بناء منزل أوحتى على وجه الكراء ، لذا يدعوالسلطات الجهوية والمحلية إلى الاسراع بتوفير مسكن لها وأبدى استعداد الأهالي للتبرع لها بقطعة أرض .ثمّ زرنا مركز الرّعاية الصحية الأساسية حيث استقبلنا الممرّض سليمان الذهيبي ، ففوجئنا بنظافة المركز ورونق نظامه وحدّثنا عن دور الأهالي في صيانته وفي بناء فضاء للتلاقيح وقاعة للقابلة . تبادلنا الحديث أوّلا مع بعض المرضى الحاضرين الذين شكروا الممرّض على حسن معاملته لهم وحسن الخدمات التي يقدّمها المركز فالأدوية متوفرة بالقدر الكافي وخاصّة لأصحاب الأمراض المزمنة الذي يبلغ عددهم 230 مريضا كما يتوجهون بالشكر لكلّ الاطار الطبي والشبه الطبي لحرصهم الدّائم على متابعة كلّ الحالات والقيام بواجبهم على أحسن وجه . في حين أن الممرّض سليمان نبّهنا إلى حاجة المنطقة إلى سيارة إسعاف قارّة نظرا للعدد الكبير للسكان وكثرة المرضى الذين يفوقون 4500 سنويا كما يطالب بجعل العيادات الخارجية 5 أيّام في الأسبوع عوضا عن ثلاثة حاليا بالاضافة إلى ضرورة توفير معدّات لمخبر التحاليل الطبية خاصّة وأن الفضاء متوفّر بمجهودات فردية من الأهالي في ختام زيارتنا توجّهنا بجزيل الشكر لكل من رافقنا في زيارة بعض المؤسسات ومدّنا بمعلومات دقيقة عن القرية ووعدناهم بنشر مشاغلهم وإبلاغ أصواتهم للمسؤولين على المستوى المحلي والجهوي والوطني لتأخذ قرية الزراوة الجديدة حظها من التنمية ، كما طلبوا منا توجيه نداء لأبناء القرية من رجال الأعمال والمستثمرين المقيمين بالعاصمة للتفكير في قريتهم والمساهمة في تنميتها وبعث المشاريع الاقتصادية بها واستثمار المخزون الثقافي الذي تزخر به قرية الزراوة القديمة وطابعها المعماري في إقامة مشاريع سياحية .