ينتشر بالمناطق النائية، والارياف، بكامل ولاية سليانة، قرابة ال60 بالمائة من المتساكنين لكن بالرغم من ارتفاع عدد السكان بهذه الربوع، إلا أنهم مازالوا يعانون التهميش وغياب مقومات الحياة على غرار ماء الشرب. مازالت نسبة هامة من متساكني، الأرياف والمناطق النائية يستعملون الى اليوم الآبار والعيون للتزود بالماء الصالح للشراب ويعانون الامرين من جراء هذه المعظلة. هذا دون نسيان التفقير والحرمان والتهميش الذي ما زال قاسمهم المشترك من خلال غياب أدنى مقومات العيش الكريم بالنسبة لهذه الفئة التي ظلت تجاهد من اجل جرعة ماء غير ملوثة لذلك مازالت هذه الفئة تعاني التهميش بكل أشكاله ومعانيه من جراء انعدام الماء الصالح للشراب قريب من محل سكناهم يجنبهم عذاب البحث عنها بآبار وعيون وأودية ملوثة يتقاسمونها مع الحيوان .لذلك تراهم يقطعون العديد من الكيلومترات على ظهور الاحمرة او البغال وما ينجر عن ذلك من متاعب وفي بعض الاحيان محفوفة بالمخاطر، خاصة عندما تكشر الطبيعة عن انيابها، تجدهم مكبلين ولايستطيعون التنقل لان المسالك المهترئة وغير مصانة تسبب لهم المزيد من المتاعب .
تقريب الخدمات المائية
من جملة المشاريع والبرامج التي حظيت بها ولاية سليانة لدعم المناطق السقوية والتزود بالماء الصالح للشراب وتعبيد المسالك الفلاحية ما تم تخصيصه من ميزانية لتدعيم هذه المشاريع التي قدرت تكاليف انجازها باكثر من 25 مليون دينار.
كما تم ايضا حسب مصادرنا، رصد مبلغ اضافي مقدر بأكثر من 8 مليون دينار سيخصص لمشاريع التزود بالماء الصالح للشراب، بالاضافة الى احداث مشاريع اخرى تهم المناطق السقوية وأشغال المحافظة على المياه والتربة سيمتد انجازها حسب مصادرنا المطلعة على مدى ال3 سنوات القادمة كما سيتم أيضا خلال هذه السنة اعداد دراسة فنية لتركيز محاور لجلب مياه سد سليانة واستغلالها لتزويد المناطق التي تفتقر للماء الصالح للشراب مع العلم وأن نسبة التزود بالماء الصالح للشراب بكافة معتمديات ولاية سليانة مازالت ضعيفة مقارنة بالمعدل الوطني إذ لم تتعدى ال 86٪.
ومثل هذا البرنامج الضخم إن كتب له الانجاز فحتما سيغير الوجهة الاجتماعية والاقتصادية بكامل ربوع الولاية.