تساءل السيد بشير سليمان المهندس في التنمية عن «المنطق» في استيراد الحكومة ل20 ألف «تكتك».. واعتبر ان الأجدى هو استيراد أربعة آلاف جرّار لحل مشاكل الفلاحة والتجارة، معتبرا ان هناك جهلا بأصول التنمية. تفاعلا منه مع التحقيقات التي أجرتها «الشروق» حول توريد تونس ل20 ألف «تكتك» تحدّث السيد بشير سليمان الخبير في التنمية ومهندس التنمية قائلا «هناك تفش مدقع لأصول التنمية ببلادنا». واعتبر ان «التكتك» سيتسبب في أضرار كبرى ببلادنا.
وأشار محدثنا الى وجود 60٪ من الأراضي الفلاحية غير المستغلة في تونس.
وقال ان لدينا حوالي مليون و600 ألف هكتار من الاراضي الزراعية التي تحتاج سنويا الى الحرث. وأن هناك 65 ألف جرّار في تونس معظمها مصاب بالتعطيلات وفيها ما توقف عن العمل.
خبزنا مستورد
قال السيد بشير سليمان إن مشاكل بلادنا تنموية لا فنية..وإننا نستورد 70٪ من «قوتنا» من الخارج وهو ما يؤثر في الامن الغذائي لتونس.. فمثلا يمكن اعتبار سبع خبزات يأكلها التونسي من عشر مصدرها الخارج.
وأشار الى التجربة الفرنسية التي كانت في حاجة الى التنمية وتعاني المجاعة والبطالة واضرارا من الحرب العالمية الثانية، فقام رئيس الحكومة الفرنسية جان موني بإصلاحات فلاحية واستثمار في تنمية الأراضي لتصبح فرنسا بعد سنوات من أكبر مصدري القمح في العالم وربما الثانية.
وأكد مهندس التنمية السيد بشير سليمان ان جلب 20 ألف «تكتك» لن يخدم أهداف التنمية في بلادنا وأنه سيحوّل وجهة عمل بعض العاملين في الفلاحة الى قطاع آخر.. وان الاولى تخصيص مبلغ استيراد التكتك لتوريد جرارات او قطع غيار خاصة بالجرارات.
وأشار الى تجارب البلدان المتقدمة وحتى التجربة الاسرائيلية التي اعتمدت على استشارة المهندسين المتقاعدين لحمل المشعل والاستفادة من تجارب القدماء. وأضاف بأن الاهتمام بمشاكل الفلاحة يمكنه ان ينقذ عددا من الاراضي الفلاحية التونسية التي تخسرها تونس سنويا والمقدرة حسب رأيه ب20 ألف هكتار من الاراضي الفلاحية. كما اعتبر ان أموال التكتك يمكن ان توظف لحماية الاراضي والفلاحة التي تشكو من معضلات كثيرة.