اعتبر الدكتور خالد عبيد الباحث بالمعهد العالي للحركة الوطنية بتونس ان من ابرز دوافع محاولات انقلاب عام 1962 معركة بنزرت أو بالأحرى المحرقة التي تكبدتها تونس والتي ألقت بظلالها على المدنيين. وأضاف المحاضر خلال أشغال اليوم الأول لندوة بنزرت السنوية انها محاولة كما وصف لنفض الغبار عن إحدى الحوادث التي ما تزال تنتظر كشف الحقيقة لاسيما وأنها من كبرى المحطات العالقة بالذاكرة الشعبية في ربوع المدينة المناضلة بامتياز بنزرت لاسيما وان النتيجة كانت كارثية لهذه المعركة التي دعا إلى خوضها بورقيبة في ستينات القرن العشرين منتقدا التعاطي الإعلامي الأقرب للشيطنة لمن شارك في محاولة الانقلاب واعتبارهم من قبيل الخونة وأعداء الشعب وهو ما كان له وقع على المحاكمات التي لم تكن عادلة للأسف.
عبيد استند إلى تاريخ 24 ديسمبر 1962 تاريخ اكتشاف المؤامرة كما وصفت في الصحف آنذاك حيث اعتبر ان المشاركين قد سيقوا الى قدرهم المحتوم ومتوقفا عند طبيعة التحقيق الذي استمر الى اواخر ايام شهر ديسمبر الى حدود صدور الحكم بتاريخ 17 جانفي 1963 ومنه استئناف الحكم الصادر في 22 من ذات الشهر حيث تأكدت نفس الأحكام وإحالة 13 ملفا بقصد الإعدام وأخرى إلى أشغال شاقة ومنها المتقلبة بكراكة غار الملح واهوال برج الرومي وعذاباته. مشيرا إلى أنّه رغم توصيفها بالمؤامرة على النظام العام فإنها مثلت كل أطياف الشعب التونسي آنذاك وعبرت عن هاجس جماعي لدى التونسيين اقرب للهبة الشعبية. اعتبر المحاضر ان بورقيبة قد فشل في اللجوء إلى الدروع البشرية بمحاصرة الثكنات كما حصل بتاريخ 1958 بنجاح في الجنوب. حنيني ابن بورقيبة خطط للانقلاب نواة كبرى في محاولة الانقلاب كانت بتنظيم المناضل حبيب حنيني وهو الدستوري التوجه الحزبي ومن اضطلع الى فترة ما بخطة مندوب الحزب وهو من كان يلقب بابن بورقيبة كان من ابرز من خطط لهذه المحاولة وفي مراحل متلاحقة لتسجل حضور كل من المناضلين محمد صالح البراطلي وعلي بن سالم وقدور بن يشرط والهادي القفصي واسماء خالدة منها عبد العزيز العكرمي وهي التي عبرت عن التوزع الجغرافي للتونسيين لأسماء من القيادات العسكرية فضلا عن المدنية ومنها عمر البنبلي. بدورنا تحدثنا الى ابن المناضل المرحوم حبيب حنيني الأستاذ سامي حنيني الذي أوضح ان «الواجب الوطني الذي ميز شخصية والده المناضل هي من كبرى الدوافع لمحاولة الانقلاب على بورقيبة نظاما وسياسة رغم العلاقة شبه الأبوية في التنسيق في الانابة لبورقيبة من عام 1955 الى حدود تارخ 1962. ان من المحطات العالقة هنا حرب بنزرت ووضعيات لا تنسى منها صباط الظلام متوقفا بالمناسبة عند حوادث اغتيال الزعيم صالح بن يوسف. وان مجهودات العائلة مستمرة في ايجاد رفات الوالد في ظل انصاف الحلول التي استندت إليها وزارة الدفاع في التعامل مع عائلات مناضلي حركة 1962».
بدوره الأستاذ جابر القفصي ابن عم المرحوم محمد الهادي القفصي عبر عن غضبه في مداخلته حين وصف ان من حاول القيام بمحاولة انقلاب او بالأحرى تصحيح مسار في عام 1962 قد اعدموا مرتين في ظل تعاطي الحكومة الحالية مع عائلات هؤلاء المناضلين الوطنيين لاسيما مع التخلف عن إحياء جنازة جماعية لمن عثر على رفاتهم بمقبرة السيجومي وهم : محمد الهادي القفصي -احمد الرحموني كبير المحرزي صالح الحشاني وعبد العزيز العكرمي في انتظار تحديد مصير باقي من نفذ ت فيهم عقوبة الإعدام ومنهم المناضل حبيب حنيني. وقد خلص المحاضر في مداخلته إلى ان عددا من العوامل الأخرى قد تفسر بدورها المحاولة ومنها الوضعية الاقتصادية الاجتماعية بعد قيام الجمهورية ودور الزيتونيين في دفع المحاولة.