احتضنت مؤخرا دار الشعب بالجم جلسة تقييمية حول الدورة 27 للمهرجان الدولي للموسيقى السمفونية تحت إشراف المندوب الجهوي للثقافة بالمهدية طارق بوجلبان، وبحضور بديع شعبان مدير المهرجان. وأشار التقرير الأدبي إلى أهمية المهرجان، واعتبره علامة بارزة في الساحة الثقافية والسياحية التونسية، ونوه بالدعم الكبير الذي وجدته التظاهرة من وزارتي الثقافة والسياحة مما ساهم في أن تكون الدورة الفارطة استثنائية بكل المقاييس، حيث سعت الهيئة إلى برمجة عروض سمفونية ذات مستوى راق مع برمجة بعض العروض التونسية والعربية مثل عرض الفنان مرسال خليفة وعرض النجم وائل جسار.
كما أشار التقرير إلى الندوة العلمية الدولية حول الموسيقى السمفونية تحت عنوان «النهوض بالموسيقى السمفونية في تونس» التي شاركت فيها أسماء عالمية وعربية بارزة في عالم الموسيقى السمفونية، وأضاف على هامش هذه الندوة عادت الحياة من جديد للأوركستر السمفوني التونسي بعد غياب دام ثلاث سنوات، مقدما عدة اقتراحات لتطوير المهرجان وأبرزها تركيز حجرات ملابس بصفة نهائية ووحدات صحية لائقة، والعناية بالسياج الخارجي للمسرح وذلك لمزيد تأمين المعلم.
وفي باب النقاش أجمع المتدخلون على أن هذا المهرجان هو ملك للجميع دون استثناء أو إقصاء لذلك فمن المفترض أن ينضم للهيئة عدد من المتطوعين للمساهمة في تطوير والرقي بالمهرجان السمفوني مثلما نشاهد في المدن الأوروبية، واستغرب متدخل آخر من عدم مساهمة ولاية المهدية وخاصة بلدية الجم في إنجاح هذه التظاهرة الدولية، في حين توجه أحد أعضاء المهرجان بنقد لاذع للهيئة المديرة، وأكد أن مدير المهرجان يعمل بشكل انفرادي، معتبرا أن ما قُدّم في التقرير الأدبي لا يليقبمهرجان دولي لأنه لم يستعرض السلبيات، وتساءل لماذا لم تتم الإشارة إلى سهرة أوركسترا الشباب العربي الفاشلة التي كلفت المهرجان خسائر فادحة.
وفي معرض إجابته عن هذه الانتقادات قال بديع شعبان مدير المهرجان إن سهرة أوركسترا الشباب العربي بالفعل كانت فاشلة، وكلفتنا خسائر تقدر بحوالي 30 ألف دينار، موضحا أن هذا العرض كان باقتراح من وزارة الثقافة بعد أن أحيت سهرات ناجحة في عدة دول عربية وهي تضم 60 عازفا من مختلف الدول العربية من بينهم 15 عازفا من تونس.
ومن جانبه اقترح طارق بوجلبان المندوب الجهوي للثقافة أن ينفتح المهرجان على المعاهد العليا للموسيقى، وعقد شراكة معها لإقرار الموسيقى السمفونية في برامجها، واستقطاب المتألقين لتقديم عروضهم في المهرجان بهدف دعم، ومزيد نشر هذا النوع الراقي من الموسيقى في تونس.