يتعرّض 93٪ من أطفال تونس الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين و14 سنة الى العنف بمختلف أنواعه وهي نسب مرتفعة جدا مقارنة بالأرقام العالمية، هذا ما أعلنت عنه أمس وزارة التنمية الجهوية والتخطيط ضمن نتائج مسح وطني شمل 9600 أسرة على امتداد سنة 2011 2012. وقد شمل الاستبيان الطفل والمرأة التونسية بمختلف مستوياتهما في مجال الصحة والتربية وظروف العيش بما في ذلك التزوّد بالماء الصالح للشراب والتغذية والصرف الصحي.
وقد بيّنت نتائج المسح التباين بين الوسطين الريفي والحضري والجهات الداخلية والساحلية من خلال نسب الوفيات في صفوف الأطفال دون 5 سنوات إذ بلغت على المستوى الوطني 19.4 بالألف موزعةعلى المستوى البلدي بنسبة 15.2 بالألف وغير البلدي ب 26.4 بالألف.
العنف بأشكاله
وفي خصوص العنف المسلط على الأطفال رغم أنه في ثقافتنا التربوية ورثنا مسألة ضرب الأطفال الا أن العنف تجاوز كل الحدود ذلك أن العنف بكل أشكاله على الأطفال في سن تتراوح بين السنتين و14 سنة بلغ لدى الذكور 93.9٪ وفي صفوف الاناث 92.3٪. وقد بلغت نسبة العنف الجسدي نسبة وطنية قدرت ب 31.9٪ وقد بلغت 34.9٪ لدى الذكور و28.3٪ لدى الإناث. والملاحظ أن الفقراء أكثر عنفا على الأطفال من الاغنياء إذ بلغت النسبة في صفوفهم الى 40.1٪ مقابل 19.8٪ لدى الأطفال الاغنياء.
عمل الاطفال
وتطرّق المسح الى العمل في صفوف الاطفال من 5 الى 14 سنة إذ بلغت النسبة حسب المسح على المستوى الوطني 2.6٪ موزعة على 3.2٪ للذكور و2٪ للإناث. وقد بلغت النسبة في صفوف الاطفال الفقراء 4.4٪ والاغنياء 2.6٪. ويبدو أن عمل الاطفال في الوسط غير البلدي بلغ 4.5٪ ولم تتجاوز 1.6٪ في الوسط البلدي.
التعليم قبل المدرسي
مازالت نسب التعليم قبل المدرسي منخفضة في تونس إذ لا تتجاوز على المستوى الوطني 44.3٪ موزعة على 46.5٪ إناثا و42.2٪ ذكورا. ويبدو أن نسب التعليم قبل المدرسي (تحضيري ورياض أطفال وكتاتيب) متدنية في الوسط الريفي أكثر من الحضري إذ بلغت 59.8٪ مقابل 17.4٪ في الوسط الحضري.
نقص الوزن والطول!
معلوم أن التغذية السليمة مكلفة على الأسر لذلك يعاني الفقراء أكثر من غيرهم من نقص الوزن والطول وهذا ما تعكسه نتائج المسح الذي شمل الاطفال في تونس. وقد أبرزت النتائج أن نقص الوزن لدى الأطفال دون 5 سنوات بلغ 2.1٪ مقارنة بالمستوى العالمي الذي بلغ 2.3٪ ونقص الطول بلغ نسبة 7.1٪ مقارنة ب 10.1٪ على المستوى العالمي والهزال بلغ في تونس نسبة 2.2٪ مقابل 2.8٪ عالميا.
وفي المعدّلات الوطنية تجب الاشارة الى وجود تباين في النسب بين نقص طول الاطفال الاغنياء عن الفقراء الى نسب مضاعفة إذ لم يتجاوز نقص الطول 7.7٪ لدى الأغنياء وبلغ 15.6٪ لدى أطفال الفقراء (!).
ولم تتجاوز النسب في إقليمتونس 8.5٪ في حين بلغت في الشمال الغربي 14.5٪ والقيروان 15٪ والقصرين 13.8٪ وسيدي بوزيد 13.7٪ والجنوب الغربي 14.3٪ في حين كانت النسب دون ذلك بكثير في الجهات الشرقية للبلاد من ذلك 6.9٪ في الجنوب الشرقي و6.1٪ في الشمال الشرقي كما تختلف النسب بين الوسط البلدي الذي لا يتجاوز فيه نقص طول الاطفال ب 8.1٪ عن الوسط الريفي الذي بلغت فيه النسب 13.6٪ مما يفيد أن كل النسب تبرز التباين الواضح بين الجهات الغربية للبلاد والجهات الساحلية.
مياه الشرب أيضا
الفقراء محرومون من الغذاء السليم ومن المياه المحسّنة للشرب أيضا إذ لا تتجاوز نسبة الذين يتمتعون بهذه المياه في صفوفهم 84.2٪ مقابل 99.7٪ للاغنياء وبلغت النسب لدى الطبقة الوسطى 98.8٪.
وفي ذات الاطار فإن الربط بشبكة الصرف الصحي لا يتجاوز 76.5٪ من الاسر الفقيرة وبلغ 99.6٪ لدى الأسر الغنية. كما تشير المؤشرات الى أن نسب الربط بالصرف الصحي بلغت 97.9٪ في الوسط البلدي و84.1٪ في الوسط غير البلدي.