بتنظيم مشترك بين المندوبية الجهوية للثقافة بقابس وجمعية ثقافة حرية وتنمية جاءت الدورة الأولى من ملتقى حسن مرزوق للتاريخ المعاصر ثرية بالشهادات حول سيرة المناضل الفقيد وبالحوار الراقي حول بعض أحداث تاريخ تونس المعاصر وعلى رأسها الخلاف اليوسفي البورقيبي. الملتقى الذي انتظم على مدى يومي الجمعة 25 والسبت 26 جانفي اشتمل في يومه الأول على شهادات تروي سيرة الفقيد جاءت على لسان من مجموعة كبرى من الذين عايشوا حسن مرزوق عن قرب منهم صديقه الوفي الروائي المصري جمال الغيطاني ومؤلف كتاب حسن مرزوق من تونس إلى فلسطين الصحفي نورالدين بالطيب والسادة منجي الوكيل وعبدالله الزرلي ودبية دبية. أما اليوم الثاني فقد خصص للحديث حول الخلاف اليوسفي البورقيبي من وجهة نظر علمية أكاديمية شارك فيها الأستاذ عبد الجليل بوقرة والدكتورة عروسية التركي والأستاذ خالد عبيد .المندوب الجهوي للثقافة السيد محمد الدغسني قال في افتتاح الملتقى ان المرحوم حسن مرزوق كان مناضلا ومثقفا عضويا فاعلا ترك بصمته في مجريات التاريخ المعاصر. وفي اطار شهادته حول سيرة الفقيد قال الغيطاني ان «عم حسن مرزوق» كان أخا كبيرا وصديقا عرفته في فترات متباعدة وقد عرفته باحثا وشاعرا وصحفيا وكنت أنشر له ما يكتب في مجلة أخبار الأدب المصرية. هو مناضل سافر إلى فلسطين وهو في ريعان الشباب دفاعا عن قيم القومية والعروبة وعاد إلى بلده ليخط سيرة مشرفة من النضال وبناء الدولة وأنا أحضر اليوم للمرة الثانية في ذكرى رحيله وأحس أنه مازال حيا يرزق بفضل ما تركه من أثر طيب نبيل. أما نورالدين بالطيب فقد قال ان حسن مرزوق وفي اطار سرده لمراحل من تاريخ تونس كان يملك قدرة كبيرة على الحكي والاسترسال فيه كان يملك البديهة والصدق والتواضع والتعفف. نورالدين قال ان المرحوم سافر إلى فلسطين سنة 1948 وانطلق على قدميه حتى طرابلس الغرب وهو لا يعرف حتى أين تقع فلسطين. لقد عاد بعد تلك التجربة المريرة والثرية ليساهم في تأسيس حركات المقاومة المسلحة والنضال ضد الاستعمار الفرنسي الذي حكم عليه بالمؤبد لكنه نهل داخل السجن من العلم والثقافة وتعلم الفرنسية لوحده وأصدر داخل السجن جريدة السجين ونشر في أحد أعدادها رسالة بورقيبة للمناضلين مع صورة للزعيم رسمها بنفسه.
لقد انتصر على سجانيه وخرج من السجن شاعرا ورساما وصحفيا ومثقفا ليتولى بعدها مناصب سامية في سلك الحرس الوطني وفي معركة الجلاء إلى حين اتهامه بالضلوع في المؤامرة على النظام والدخول للسجن
.نورالدين بالطيب قال انه بصدد جمع أشعار الفقيد لنشرها وقريبا سيتم في باريس التوقيع على النسخة المترجمة للفرنسية من كتابه «حسن مرزوق من قابس إلى فلسطين» وختم بتقديم الشكر إلى ابن الفقيد فيصل الذي كان حريصا على دعم وإنجاز كل ما يهم أثر والده وسيرته.