حمل مؤخرا العاملون بمركز معتمدية بن عون من ولاية سيدي بوزيد المنتمين للحضائر والآلية 16 الشارة الحمراء لمدة ثلاثة ايام مطالبين بتسوية وضعياتهم المهنية وتغطيتهم الاجتماعية لانتشالهم من الفقر والحرمان والتهميش. «الشروق» التقت بعدد منهم وكان التقرير التالي: سعيد بن حسين بسدوري عامل بمركز المعتمدية منذ 2011 على حساب الحضائر الظرفية الاستثنائية مكلف بتعليم الكبار والتربص في اشغال ذات مصلحة عامة (الالية 16 ) من ضمن العشرين عاملا بمركز المعتمدية الذين يشغلون وظائف مختلفة افادنا بان عدد الموظفين القارين بالمعتمدية ثلاثة مرسمون فقط والبقية ضمن الحضائر والالية 16.كافل لام طاعنة في السن وأختين ويعاني مرضا مزمنا ( الالتهاب الكبدي ) ويرى بان وضعيته صعبة ولا دخل له سوى المبلغ الزهيد الذي يتقاضاه نهاية كل شهر الذي اصبح لا يفي بالغرض في ظل غلاء المعيشة وانه يطالب بتسوية وضعيته المهنية وتمكينه من بطاقة علاج والحال كما يقول يتم اقتطاع ازيد من 10د شهريا لفائدة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وبعد مرور عامين لم يحصل على دفتر علاج. يتقاضى وغيره من عملة الحضائر شهريا 250,256 د لكن حسب بطاقة خلاص البرنامج الجهوي للتنمية كأجر صاف للدفع 252,556د يتساءل عن سبب هذا الاختلاف؟
وضعيات مزرية
من جانبه منجي بن عمارة ميري سائق بمقر المعتمدية بدأ على حساب حضائر الفلاحة ثم على حساب الحضائر الظرفية افاد أنه يعيش ظروفا صعبة وانه لم يعد قادرا حتى على توفير مستلزمات اسرته. وانه يرفع صوته للمسؤولين للنظر في مشكلته التي ربما تنسحب على عدد كبير من عمال الحضائر اليوم.
اما منصف بالهادي لم يكن حاله احسن من زملائه وضعيته صعبة وهو يشتغل بمركز المعتمدية منذ اكثر من اربع سنوات ولم تسو وضعيته الى اليوم ،وان رفع الشارة الحمراء سلوك حضاري التجأنا اليه للفت الانظار الى ما نعانيه من مذلة وحرمان وخصاصة فلم نغنم من الثورة شيئا فإلى متى ستظل حالتنا الاجتماعية على هذا النحو وهل في قادم الايام ستجد الحكومة الحلول الجذرية لعملة الحضائر والالية 16 ؟. ويشاركه همومه المواطن رضا بن التركي بسدوري الذي يشتغل بمركز المعتمدية كحارس لأزيد من عشر سنوات متزوج وعائل لأسرة تتكون من سبعة افراد ومتحصل على شهادة اعاقة. لم تشفع له السنون التي قضاها في العمل لانتدابه في الوظيفة العمومية رغم قساوة العيش التي تلم به ويتساءل ماذا يمكن ان يكفي الراتب الشهري الذي يتقاضاه نهاية كل شهر؟ وكما يقول: «هز رجل تغرق الاخرى « فأتمنى ان تجد الحكومة حلولا عاجلة لفائدتنا حتى لا تغرق الارجل ونصبح بعدها نادمين.
التقينا بعدها بمعتمد بن عون الذي كان على علم بما حدث وانه يرى ان مطالب عمال مركز المعتمدية مشروعة ،وبدوره رفعها الى المسؤولين وأفاد بان مشكلة عملة الحضائر والالية 16 هي مشكلة وطنية لا تهم بن عون فقط وان الحلول لن تكون لجهة على حساب اخرى. فالحكومة لا يخفى عليها ما تعانيه الفئات الضعيفة وخاصة عملة الحضائر وان أي قرار ستتخذه في شانهم سيتم اعلامهم به.