كنت اهم بالدخول لبهو دار الثقافة المغاربية ابن خلدون للاطلاع على اعمال الرسامة التونسية امال الحجار التي تعبر من خلالها على حيز من نشاطها التشكيلي لسنوات وذلك ضمن متابعاتي للمشهد التشكيلي التونسي بمختلف تلويناته الفنية والجمالية والتعبيرية..لالتقي بالصديق الروائي كمال الرياحي حيث دار الحديث حول الساحة الثقافية ومشاريعه وأعماله القادمة..و لكنه تجاوز ذلك ليحدثني عن الحدث الذي شغله لفترة للاهمية وكذلك لحبه للرواية التونسية والعمل خاصة على حضورها العربي والعالمي.. الحدث هو حفل الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) بتونس حيث كان يوم الاربعاء التاسع من جانفي مناسبة مميزة بالمسرح البلدي بالعاصمة للاعلان عن الروايات الست التي اختيرت ضمن القائمة القصيرة للجائزة الى جانب الاعلان عن اعضاء لجنة التحكيم لسنة 2013 ..
تم ذلك بحضور واشراف عالم الاجتماع والمثقف وكاتب القصة الدكتور المهدي مبروك وزير الثقافة حيث قدم كلمة ترحيبية مشيرا الى نبل الجائزة التي اختارت تونس هذه المرة بما في ذلك من حب لتونس وعظيم المسؤولية في آن..وتحدث الوزير عن اهمية التواصل عبر الرواية والترجمة بين الشرق والغرب كما اكد على اهمية الفعل الروائي في عالم عربي خسر عديد المعارك..
لجنة التحكيم تركبت من الكاتب المصري جلال امين كرئيس الى جانب الناقد اللبناني صبحي البستاني والرسام السوري علي فرزات والجامعية البولونية باربرا ميخالك والاستاذة المختصة في الادب العربي زاهية الصالحي الى جانب حضور جوناتان تايلور ورشيد غناي وفلورمو ناتانارو عن هيئة التنظيم..
الروايات الست التي تم اختيارها هي (سعادته السيد الوزير) للتونسي حسين الواد و(انا وهي والاخريات) للبنانية جنى الحسن و(القندس) للسعودي محمد علوان و(ساق البامبو ) للكويتي سعود السنعوسي و(مولانا) للمصري ابراهيم عيسى و(يا مريم) للعراقي سنان انطون.. الحفل توج بعرض فني لمجموعة (وجد)..
اعود إلى الصديق الروائي كمال الرياحي الذي اعد صالونه ليوم الجمعة بعد حفل التتويج بيومين لنقاش مفتوح حول الاعمال الروائية الستة وذلك ضمن انشطة (ناس الديكامرون) بأستوديو الحرية الثقافي بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة حيث قدم الشاعر آدم فتحي عددا من روايات القائمة القصيرة..
البوكر بتونس..خطوة باذخة لتحقيق الاطلالات العربية والعالمية المطلوبة من سنوات على منجز الرواية التونسية التي لمعت شواغلها ..وهواجسها ..و من يدري لعل بعد مويان الصيني تتجه أضواء نوبل عربيا..بل..تونسيا..لم لا !..