يسعى شباب دجبة الى تطوير القطاع الفلاحي بالجهة وتحسين مردوديته والاهتمام بالمشاريع التنموية ولقد ساعدتهم العوامل الجغرافية والتاريخية والبيئية. وتقع دجبة على سفح جبال القراعة. هناك تنساب منابع طبيعية تقدر قوة تدفقها بستة عشر لترا في الثانية وتغطي مساحة مائتين وخمسة وعشرين هكتارا من أجنة التين.
وورثت دجبة من الاندلسيين تداول مياه الري وفنون العناية بالأجنة. غير أن هذا الازدهار شهد تراجعا ملحوظا زمن الاستعمار الفرنسي حيث نشطت المناجم آنذاك ولا تزال آثارها قائمة في القرية إلى حد الان ثم عاد الاهتمام بها من جديد في الستينات وأصبح بفضل وعي طاقاتها الشابة في تطور مطرد حيث يترواح معدل انتاج التين اليوم بين 2500 و3500 طن.
كما ساهم متخصصون في الانتاج الفلاحي في إثراء المنتوج بأصناف عديدة ذات الصابة الواحدة وذات الصابتين «جوان أوت». وليس هذا فحسب بل ارتقوا بالإنتاج البيولوجي ذي المواصفات العالمية.وأصبحت دجبة مدرجة ضمن المناطق ذات الإنتاج البيولوجي رسميا.
البنية التحتية تعيق التنمية الفلاحية
هذا التطور الذي شهدته البلدة لم يرتق إلى مستوى آمال الأهالي والمهتمين بالتنمية على حد السواء. ذلك أن تطور محصول التين يشترط بنية تحتية جيدة الا أن الطرقات لا تزال تشكو الكثير من النقص أمام تنامي أسطول النقل بالجهة.
ومن جانب آخر أصبحت منظومة التداول في مياه الري المتوارثة منذ قرون غير كافية في ظل توسع رقعة الأجنة, لذلك بدأ البحث عن مصادر أخرى للري كما أقيمت الجمعيات المتطوعة في الغرض.ولكن ظلت مياه السد التلي الجبلي دجبة تيبار غير كافية وأصبح التفكير جديا في استجلاب مصادر إضافية لمياه الري .
فضلا عن أن البحيرة أصبح يتهددها التلوث بفعل غياب منظومة التطهير في القرية مما دفع ببعض الأهالي إلى التخلص من الأوساخ في مصبات المجاري المائية المؤدية إلى السد التلي.
ولكن الوعي المتنامي لدى أهالي القرية هو الذي قلص ولازال من هذا السلوك إزاء مصادر ري باتت شحيحة, وقد أصبح من الضروري التفكير في دراسات وبحوث تضع بين أيدينا منظومة شاملة للتنمية المستدامة ترسي بنية أساسية تشمل الطرقات المعبدة والمسالك الفلاحية والسياحية المشجعة على السياحة البيئية من جهة و تخلق موارد الرزق حيث تستفحل البطالة خاصة لدى المرأة إلا من العمل الموسمي في الصيف حين تجهز صابة التين من جهة أخرى.