تعددت المسميات والبرامج للنهوض بالقطاع السياحي في المناطق الداخلية بهدف إضافة رافد تنموي لتحريك اقتصاديات هذه المناطق عبر السياحة البيئية والجبلية والثقافية وسياحة المهرجانات. تعتبر معتمدية نصر الله (ولاية القيروان) من المناطق التي تتوفر فيها عدة شروط وعناصر لبنية تحتية يمكن أن تقوم فيها تنمية حقيقية بما لها من موقع استراتيجي كنقطة عبور تربط بأقرب الطرق بين المناطق السياحة الساحلية والمناطق السياحية الصحراوية. بالإضافة إلى وجودها ضمن تضاريس جبلية بها طبيعة خلابة تشتمل على العيون المائية والغابات الجملية وما فيها من الحيوانات البرية والنباتات التلقائية (الغابية) بالإضافة إلى بيئة ثقافية ريفية متنوعة بين الصناعات التقليدية للزربية والمرقوم وحياكة الصوف واستخدام الحلفاء في استعمالات عدة بالإضافة إلى توفر الطرائد المتنوعة للصيادين في الغابات الممتدة على قرابة 17 كلم في الجبال والأحراش. كما أن المسح الأثري الذي سيشرع قريبا في إبراز تاريخ المنطقة وتهيئة معالمها الحضارية (البربرية والبيزنطية والرومانية) لما تزخر به من مخزون أثري سيساهم بدوره في إعطاء طابع تاريخي هام.
بالإضافة الى بعض عناصر تنوع المناخ الذي يساهم في جلب السائح من الداخل والخارج للاستجمام والتمتع بالطبيعة في الجبال والغابات ولعل ل»محمية التّواتي» الواقعة على ضفاف «سد سيدي سعد» دور في إضافة جملة عناصر أخرى تمثل نواة لبنية تحتية سياحية وكذلك توفر مسبح نصف أولمبي ومضيف شباب ضمن دائرة بلدية نصر الله.
كل هذه عناصر يمكن تعزيزها بجملة من المكونات الأخرى لبعث مشاريع سياحية ضمن برنامج مشترك يتم ضبطه بين سلطة الإشراف من جهة والمؤسسات الفاعلة داخل المنطقة ولعل إقامة يوم دراسي أو ندوة حول إرساء دعائم سياحية بالتعاون مع المندوبية الجهوية للسياحة وأطراف أخرى من مكونات المجتمع المدني بإمكانها أن تدفع بهذا المشروع الذي بقي حلما لسنوات عديدة وربما تكون مقدمة لبناء مناخ استثماري في هذا القطاع يحقق الإضافة المطلوبة .