في زيارة لمنطقة المرازيق بمناسبة حلول السنة الجديدة عبر الأهالي عن أمنية ما فتئت تلوح في الأفق منذ 5 سنوات ألا وهي أن تمنحهم السلطات المعنية ترخيصا لفتح المستوصف للتخفيف من وطأة معاناة الأهالي الذين يتحملون رداءة الطريق وبعد المسافة عند ذهابهم لمستوصف بوزارية الفقير للأدوية. تحدى الأهالي التهميش الذي ترزح تحت عبئه منطقتهم فتبرع عبد الرزاق الطرابلسي بقطعة أرض مساحتها 800 متر مربع لبناء مستوصف وتبرع حمادي الطرابلسي بتكلفة البناء وأعلن متساكن آخر قراره التكفل بكل التجهيزات اللازمة حتى من سيارة الإسعاف وبالتالي أصبح المستوصف جاهزا بفضل تضافر جهود الأهالي. لكن لا بد من ترخيص من السلطات المعنية لأنه أولا وآخرا إنماء المجتمع الريفي لا يكون إلا بتنسيق جهود الأفراد المحليين ضمن إطار جهود الهيئات الحكومية. ورغم أن العلاج حق أساسي لكل مواطن ورغم المشقة التي يتكبدها الأهالي للذهاب لمستوصف بوزارية تجاهلت السلطات تماما مطلب الأهالي الذين أكدوا أنهم «جهزوا الحبر والورق لتحرير الرخصة» وهكذا لم يبقى سوى أن تبدي السلطات موافقتها لكنهم ظلوا يرفضون باحثين عن أعذار لا تقنع الأهالي ولا تزيح معاناتهم. وبحلول سنة 2013 يأمل الأهالي أن تفتح أمامهم أبواب الأمل حتى لا يضطروا لمغادرة المنطقة التي يحاول أبناؤها إخراجها من حالة التهميش وخلق متطلبات الحياة الأساسية فيها وهذا يوحي بمدى تشبثهم بأرضهم لذا نتمنى أن تنظر السلطات المعنية إلى طلب الرخصة وتأخذه مأخذ الجد لأن مماطلتهم للأهالي تنم عن تشجيع غير مباشر للنزوح وإصرار ضمني على إبقاء سيف الإذلال والتهميش مسلط على المنطقة.