تنتشر مئات محلات الصناعات التقليدية بالحمامات الشمالية والجنوبية قرب النزل وداخلها وعلى الطرقات ولكن التجمع الأكبر يبقى داخل أسوار المدينة العتيقة بحكم موقعها الإستراتيجي ووجود البرج الأثري. «الشروق» تحولت على عين المكان واستطلعت رأي العاملين بالقطاع وتقييمهم لسنة 2012 التي يؤكدون على أنها كانت أفضل من سنة 2011 رغم احداث السفارة الامريكية التي أثرت سلبا على الثلاثية الأخيرة من السنة الماضية. ويؤكد وليد صالح (صاحب محل) أن التراجع المذهل سجل في الموسم الشتوي الذي نعيشه الآن إذ تعودوا فيه العمل خاصة مع السواح الأوروبيين المتقدمين في السن ويعود ذلك حسب رأيه إلى الأزمة العالمية التي اثرت على القدرة الشرائية للسائح إلى جانب عدم الإستقرار واحداث السفارة الامريكية التي اثرت على نهاية سنة 2012 التي كانت أسوأ حتى من نهاية سنة 2011، وطالب بمزيد العمل على المستوى الأمني والحد من أحداث الفوضى والعنف التي تؤثر على قدوم السائح مع ضرورة تظافر الجهود لتسويق الصورة الحقيقية لتونس خلافا للصورة المسيئة التي بثتها مؤخرا القناة الفرنسية الثانية. واما محيي الدين المديوني (صاحب محل)فيرى بدوره أن الوضع قد تحسن ولم يبلغ المستوى المطلوب ويرجع أزمة القطاع السياحي عموما إلى عديد الأسباب منها تنامي ظاهرة السلفيين التي استغلتها بعض وسائل الإعلام الغربية خاصة لتخويف السائح من القدوم إلى تونس مؤكدا ان السائح الذي يأتي إلى تونس لا ينفق كثيرا. ويضيف عادل القروي (صاحب محل) الذي يعمل منذ 25 سنة في الصناعات التقليدية أن الموسم الفارط انقذه السائح القادم من أوروبا الشرقية وكذلك السائح الجزائري والليبي بعد التراجع الكبير الذي سجلته اسواقنا التقليدية من فرنسيين وألمانيين وإسبانيين وإيطاليين مشددا على ضرورة تعزيز الأمن وتنظيف المحيط البشري من بعض المظاهر مثل إزعاج ومضايقة السواح في الشواطئ وغيرها...وفي نفس الإطار يؤكد حافظ العلويني (مسؤول بمحل) أنه عايش القطاع السياحي منذ سنة 1975 ويرى أن السائح قد فقد حريته وراحته بعد ان غاب الإستقبال الطيب الذي كان من مميزات التونسي ويحمل المسؤولية بالأساس إلى بعض البائعين بمحلات الصناعات التقليدية أنفسهم الذين يمارسون الضغط على الحريف لإجباره على الشراء إلى جانب الغش وتقديم السلع المقلدة على أنها تقليدية أصيلة بعد ان التجأت جل المحلات إلى اقتناء السلع الصينية المستوردة وتراجع عرض المنتوج التونسي التقليدي بشكل كبير أمام غياب المراقبة الإقتصادية وغياب التأطير والتوعية للعاملين في القطاع وطالب بتكوين نقابة خاصة بالقطاع وتكثيف المراقبة الإقتصادية وإعادة المدينة العتيقة إلى سابق إشعاعها. وأما سرور القنوشي (عامل بمحل) فيشير إلى أن إعادة دفع القطاع من جديد وتحسين مردوديته وضمان استمراريته بالشكل المطلوب هي مسؤولية جميع الأطراف بالسعي إلى ضمان الأمن والإستقرار اولا مع القيام بالحملات التسويقية الدعائية لإعادة الثقة خاصة للسائح التقليدي من خلال وكالات الأسفار الكبرى القادرة من جديد على إعادة تحويل وجهة السائح إلى تونس كما أجمع كل الذين تحدثنا إليهم إلى ضرورة التخلي عن نظام الALL INCLUSIVE الذي يبقى فيه السائح بين جدران النزل مع توفير المشروبات والمأكولات مجانا كامل اليوم بالإضافة إلى فتح محلات الصناعات التقليدية وغيرها داخل النزل وهذا يضر بأصحاب المشاريع السياحية الصغرى الموجودة في المحيط الخارجي ولا يشجع السائح على الإنفاق...