مناظر محزنة، مؤسفة، تبعث في القلب غصّة وحسرة على أيام مجدها، حين كانت تعجّ بروّادها يأتونها من كلّ حدب وصوب لينهلوا منها ما يبني شخصياتهم ويعدّهم لحياة أرقى... هي مدارس ومساكن تابعة لوزارة التربية أهملت منذ سنوات عديدة وشيئا فشيئا بدأت تتحوّل إلى خراب يسكنه البوم والحمام...
كانت البداية مع غلق مدرسة «الزراوة» القديمة ثمّ تيجمة لتلتحق بهما في بداية التسعينات مدارس كلّ من بوظافر، بوصباح، شعبة الشملالي وأخيرا مدرسة الدويويرة وذلك بسبب ما عرفته الجهة من ظاهرة نزوح جماعي لهذه القرى في اتجاه الساحل والعاصمة كنتيجة للتهميش وإتباع منوال تنمية فاشل بها خلال العقود الماضية وغياب أبسط مقوّمات الحياة وهناك مجموعة أخرى بالسلسلة الجبلية بمطماطة في طريقها للإغلاق مثل زاتن هداج وزاتن بني زلطن ومدرسة حافي راسه وشعبة السماعله ، فهي مدارس مهددة بالغلق خلال السنوات القليلة القادمة بما أن عدد التلاميذ في كلّ واحدة منها لا يتجاوز عدد أصابع اليد. بعضها بني في عهد الاستعمار كمدرسة بوظافر وبوصباح والبعض الأخر بني حديثا كالدويويرة، لكن بعد أن أغلقت مدرستا آزرو وتيجمه أبوابهما تمّ تخريبهما وانتزاع الأبواب والنوافذ ولم يبق منهما سوى بعض الجدران المتداعية للسقوط وحتى المساكن الوظيفية لم تعد صالحة للسكنى.
أما بقية المدارس المغلقة فما زالت محافظة على أثاثها بفضل حراسة ما تبقى من أهل تلك القرى لها...
لذا يقترح متساكنو تلك المناطق على وزارة التربية التفويت فيها بالبيع أو الكراء للمستثمرين الراغبين في إقامة بعض المشاريع بتلك الجهات فيمكن إستغلالها في معامل للصناعات التقليدية أو محلات تجارية أما المساكن فيمكن التفويت فيها بالتنسيق مع الشؤون الاجتماعية والسّلط المحلية لضعاف الحال عوضا أن تترك مهملة وتتحوّل إلى خراب يصعب صيانتها فأصحاب العائلات المعوزة أولى بها ويمكن أن تحلّ مشاكل إجتماعية عديدة بعدّة قرى منها تشين، بني زلطن، السماعلة، مطماطة، لفام، زاتن وكذلك بمدرسة 2 مارس 34 بمطماطةالجديدة. ويقول السّيد مبارك البوسعيدي مديرمدرسة مطماطة أنّ وزارة التربية بذلت جهدا يذكر فيشكر هذه السّنة في صيانة عدّة مدارس منها مطماطة وتشين و2 مارس 34 إلا أنها غير قادرة على صيانة المساكن التابعة لها ولديوانها نظرا للحالة السّيّئة جدا التي أصبحت عليها وكثرة عددها بحيث تفوق العشرين مسكنا بمعتمديتي مطماطة ومطماطة الجديدة لذا من الأفضل التفويت فيها عن طريق الشؤون الاجتماعية لضعاف الحال والعائلات المعوزة في إطار مشروع إزالة الأكواخ والمساكن البدائية.