أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري، معاذ الخطيب، أن المعارضة السورية مستعدة للتحاور مع النظام السوري، ممثلا بنائب الرئيس فاروق الشرع، على مبدإ حصري هو رحيل النظام. وأوضح أن الحاجة الانسانية لوقف المعاناة هي التي دفعته لاقتراح مبادرة الحوار مع النظام، مؤكدا أن الثورة ستستمر على الرغم من دعوات المعارضة الى الحوار مع النظام.
وكشف الخطيب أن هذه الفكرة كانت بالأساس طرحا شخصيا منه، لقيت استحسان أطراف عدة، ومنها الهيئة السياسية المؤقتة للمعارضة السورية، مبديا تفهمه لعدم قبول البعض لها.
وأقر بوجود تباينات بالآراء، الا أنه وصفها بالشيء الايجابي، حيث ان الحوار والتفاعل سينتج الموقف الأصوب، مشددا على ضرورة أن يتشارك الشعب السوري في صناعة مستقبله.
وشدد رئيس الائتلاف الوطني على أن «المهم أن يقبل النظام بمبدإ التفاوض على رحيله»، مضيفا: «قناعتي الشخصية هي أنه اذا كان النظام سيقبل بهذا الأمر، ينبغي ألا نغلق الباب أمامه».
وفي هذا السياق، نفى وجود أي ضغوط دولية أو اقليمية على المعارضة تدفعها للتحاور مع النظام السوري. وعن اختيار الشخص الذي تقبل المعارضة محاورته، شرح أن بعض أفراد النظام السوري أيديهم غير ملطخة بالدماء ولم يقوموا مباشرة بتعذيب معارضين. وشرح أن المعارضة تقبل التحاور مع عدة شخصيات تشغل مناصب حساسة في النظام السوري تكتم عن الكشف عن أسمائها.
وأعطى الخطيب اسم فاروق الشرع على سبيل المثال، مذكرا أن نائب الرئيس السوري ومنذ بداية الأزمة كان يرى أن الأمور لا تمشي في الطريق الصحيح. وفي هذا السياق، شرح أنه عندما عرض النظام منذ سنتين حوارا وطنيا يقوده الشرع ورفضته المعارضة آنذاك، كان النظام يراوغ لكسب الوقت، الا أن المعطيات حاليا على الأرض تغيرت، وباتت أكثر تعقيدا، وقد يدفع هذا الأمر النظام للتفكير بحوار جدي مع المعارضة، حسب ما قاله الخطيب.
وكشف الخطيب أن الدول الكبرى لا تملك تصورا واضحا حول حل الأزمة السورية، مشيرا الى لقائه بوزير الخارجية الروسي في قمة ميونيخ. وأوضح أنه خلال لقائه بوزير الخارجية الايراني، على أكبر صالحي، لم يجر أي مفاوضات، بل ناقش المسؤولان الوضع الراهن، وشددا على ضرورة ألا يتحول الصراع في المنطقة الى صراع سني شيعي.
وأخيرا، قال الخطيب انه طلب من المسؤولين الدوليين الذين التقاهم بايصال رسالة الى اسرائيل مفادها أن الأزمة السورية مسألة داخلية لا يسمح لأي طرف التدخل بها. وفي الاثناء رحبت الولاياتالمتحدة بدعوة الحوار التي أطلقها رئيس الائتلاف الوطني السوري، أحمد معاذ الخطيب،.
ورغم أن دمشق لم تعلق رسميا على تصريحات الخطيب، فان صحيفة الوطن الموالية للحكومة قالت امس في افتتاحية لها تحت عنوان (حوار متأخر سنتين) ان دعوة الحوار جاءت متأخرة، مؤكدة أن ثمة ادراكا بأن «لا حل للأزمة السورية الا من خلال الحوار وصناديق الاقتراع ليختار الشعب من يرى فيه الصفات المطلوبة لقيادة سورية».
وأضافت الوطن أن «تصريحات الخطيب تبقى منقوصة ولا تكفي لتجعل منه مفاوضا أو محاورا مقبولا شعبيا على أقل تقدير، ويمكن وصف تلك التصريحات بالمناورة السياسية».