شرعت مؤخرا بلديّة القيروان في عملية تهيئة المفترقات الدائرية للطرقات وسط المدينة حيث تم تزيينها وغراسة بعض الأشجار والنباتات بشكل جمالي وقد أضفت هذه الأنشطة البيئيّة جماليّة على الشوارع. هذا العمل هو جزء من العمل البيئي الذي تقوم به البلديّة حسب توضيح السيد لسعد القضامي، الّذي أضاف أن النيابة الخصوصيّة ليست راضية الى حد الآن على ما تقدمه للمواطن من خدمات. وهذا إقرار بحجم المسؤولية وواجب البلدية تجاه المواطن ويدعو الى مزيد الحرص على تحسين الخدمات في مجال البيئة. كما يدعو الى التساؤل حول حضور الجمعيّات البيئيّة.
يلاحظ في مدينة القيروان، انتشار الأوساخ في الشوارع والأنهج وغياب التدخل في الاحياء الشعبية من حيث النظافة وتهيئة الانهج التي تتراكم فيها الاوساخ وتتحول الى برك للمياه.
رغم الحملات المتكررة التي لم تعالج المشكل جذريا. ويلاحظ الاعتداء على المساحات الخضراء القليلة التي صمدت أمام الانتهاكات الصارخة من قبل بعض المواطنين، وغياب متابعة البلدية لهذه المساحات التي بقي معظمها ابيض لا نبات فيه وتحولت إلى مكب للنفايات ومرتع للحيوانات. وهنا لا بد للنيابة الخصوصية ان تقوم بجرد لهذه المناطق الخضراء وتسترجع المساحات التي استولى عليها مواطنون وحولوها إلى بناءات. وأيضا على البلدية تعهد المساحات الخضراء وسط الأحياء بالتهيئة وإحداث حدائق ألعاب للأطفال وتهيئة ملاعب وهي فضاءات يحتاجونها.
بقي أمر مهم يتعلق بمساهمة المواطن ودوره التشاركي في العناية بالبيئة من خلال التوقف عن انتهاك البيئة والاعتداء على المساحات الخضراء، وثانيا بالمساهمة الايجابية في العناية بما يتوفر من المناطق الخضراء ومضاعفتها. ويبقى التساؤل الأبرز هو حضور الجمعيات البيئيّة ولماذا لم تحدث جمعيات تعنى بالبيئة واذا كانت موجودة فأين نشاطها وماذا يعيق عملها التطوّعي.
الأكيد ان ثقافة حماية البيئة والتطوع جزء من الثورة التي يجب ان تشمل السلوك والوعي المواطني حتى لا نرى أعمال التخريب الرّائجة لأنه يجب إصلاح العقلية الى جانب إصلاح الأمن والقضاء الإدارة والإعلام...