لا تزال تداعيات اغتيال القيادي في الجبهة الشعبية شكري بلعيد تلقي بظلالها على الساحة... حالة الغضب تواصلت أمس في سوسة وخرجت المسيرات وانتظمت المهرجانات الخطابية والتأبينية. وأقيمت خيمات العزاء وحضرت الشعارات التي غلب عليها التشنج والتحريض على العنف.
وانطلقت مسيرة حاشدة من مقر الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة نظمتها تنسيقية المجتمع المدني والسياسي بسوسة وجابت المسيرة شارع الحبيب بورقيبة وصولا إلى الكورنيش حيث ردّد المتظاهرون شعارات تطالب بإسقاط الحكومة كما جرى تنظيم جنازة رمزية حيث حمل المتظاهرون صندوقا ملفوفا بالعلم الوطني.
وأصدرت تنسيقية المجتمع المدني والسياسي بسوسة بيانا طالبت فيه ب«فتح تحقيق جدي تشرف عليه هيئة وطنية مستقلة للكشف عن ملابسات الجريمة والحل الفوري لما يُسمى رابطات حماية الثورة وإقالة الحكومة وتشكيل حكومة إنقاذ وطني مصغرة» كما طالبت نواب المعارضة بالمجلس التأسيسي «بتعليق عضويتهم وتقديم استقالاتهم في حالة عدم الاستجابة لمطالب الشعب».
ودعت التنسيقية «القوى الديمقراطية إلى الحفاظ على تماسكها وتعبئة الساحات والشوارع استردادا للحركة الثورية ومطالب الثورة الحقيقية».
وبعد أن جابت شوارع مدينة سوسة وصولا إلى ساحة سيدي يحيى انضم المحامون إلى هذه المسيرة كما انضمّ عدد من الطلبة القادمين من الكليات والمعاهد العليا بسوسة ليتجمع المئات أمام مقر الولاية رافعين شعارات «ديڤاج» و«الشعب يريد إسقاط النظام» و«يا بلعيد يا شهيد عن دربك لن نحيد» وغيرها.
وأصدر الفرع الجهوي للمحامين بسوسة بيانا أدان فيه بشدة عملية الاغتيال وحمّل «الحكومة مسؤولية الانزلاق الخطير الذي وصل إلى حد التصفية الجسدية نتيجة سكوتها المشبوه عن كل مظاهر العنف السابقة».
وطالب المحامون المحتجون بفتح تحقيق جدي وسريع ونزيه يعهد للقضاء وللمحامين كما طالبوا «بتطبيق القانون وتتبع كل من دعا وحرّض وتستّر على جميع أشكال العنف السابقة وقرروا رفع الشارة الحمراء إلى حين الإعلان والكشف عن الحقيقة وتتبع الجناة ومن يدعمهم» كما اعتبروا أنّ «كل الأشكال النضالية تبقى مطروحة لإيقاف نزيف العنف».
وكانت المسيرة مسبوقة باجتماع طارئ بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة وضم مختلف مكونات المجتمع المدني وممثلي الأحزاب السياسية حيث تم الاتفاق على أن يكون تحرك الشارع دائما وفق ما أفاد به الكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوي عماد قريرة.
وأوضح قريرة أنّ الاتحاد مفتوح ومتعاون ومساند لكل تحرّك تلقائي سواء من طرف الأحزاب أو الجمعيات مشيرا إلى أنّ الاتحاد لا يقبل الإملاءات من أي طرف سياسي وإن قرار الإضراب العام يعود للهيئة الإدارية (المركزية) التي أقرت بعد اجتماعها بالعاصمة أمس الإضراب العام بكامل الجمهورية اليوم الجمعة.
وقد تجمّع عشرات من شباب الجبهة الشعبية صباح أمس وسط مدينة سوسة ورددوا شعارات مناهضة للحكومة من بينها «استقالة استقالة يا حكومة العمالة» و«الشعب يريد إسقاط النظامّ» و«يا شعب يا مسكين ضحكوا عليك باسم الدين» كما رُفعت شعارات محرضة على العنف مثل «العنف الثوري واجب»...