علمت «الشروق» أنه سجّل بين ليلة أول أمس ونهار الأمس عمليات تخريب ونهب للعديد من الممتلكات الخاصة ومهاجمة مقرات أمنية بالعاصمة وحسب معطيات حصلت عليها «الشروق» فإن العملية ليست تلقائية. وشدّدت مصادر مطلعة على أن أموالا بعشرات الآلاف من الدنانير وزّعت منذ مساء أول أمس على منحرفين ومن ذوي السوابق العدلية بأحياء شعبية وذلك بغاية القيام بعمليات إجرامية تخريبية هدفها تحويل وجهة الرأي العام عن المشهد غير المسبوق الذي شهدته العاصمة ومختلف ولايات الجمهورية من تضامن مع جنازة الفقيد شكري بلعيد وإدانة واسعة للعنف المتفشي بالبلاد.
وفي هذا الاطار أفادتنا مصادر مطلعة وميدانية أنه تمّ تجنيد أكثر من 500 شاب جلّهم من الأحداث الذين تقلّ أعمارهم عن العشرين عاما وذلك للتخطيط والقيام بعمليات تخريب على نطاق واسع من العاصمة وضواحيها حيث سجّل تواجد أحد المنتميين الى حزب سياسي معروف بجهة حي هلال وشخص آخر من المنتمين الى رابطات حماية الثورة وأكدت مصادرنا أنهما قاما بتوزيع مبالغ مالية قدّرت بعشرات الآلاف من الدنانير على أعداد كبيرة من الشبان وذلك للقيام بنشاطات إجرامية بمناطق حسّاسة من العاصمة على غرار «الباساج»، نهج الجزيرة، محيط مقبرة الزلاج، الزهراء وحمام الأنف.
وقد تمكّن أعوان الأمن من صدّ محاولات إحراق مراكز أمنية بسيدي البشير، الكبارية والمروج كما أن المخطط المذكور ارتفعت وتيرته نهار أمس وذلك بنهب وسرقة وتهشيم وحرق سيارات مواطنين حضروا جنازة زعيم حزب الوطنيين الديمقراطيين الفقيد شكري بلعيد بغاية ترهيب الناس من مغبّة حضور تلك الجنازة كما تؤكد مصادرنا أن من خطط لهذه العملية عمل على إضعاف ومزيد تدهور علاقة رجل الأمن بالمواطن.
حدث اضطرّ أعوان الأمن مكرهين الى إطلاق الغاز المسيل للدموع في محيط وداخل مقبرة الزلاج إذ أن الخطة التخريبية أملت على تلك العناصر الاجرامية الفرار مباشرة الى داخل مقبرة الزلاج لإدخال البلبلة بين صفوف من حضروا جنازة بلعيد وحتى يتمّ تحويل المشهد من إدانة للإرهاب وتعاطف مع الداعين الى الديمقراطية وحصره فقط في التخريب والنهب والتشويش لا غير.
كما علمت «الشروق» أنه تمّ حجز سيارة كبيرة الحجم مملوءة بقوارير «المولوتوف» والأسلحة البيضاء يشتبه في كونها مموّلة من طرف سياسي بعينه أراد إدخال البلاد الي الفوضى وحصر المشهد العام في تلك الفوضى لا غير. وتؤكد مصادر مطلعة ل«الشروق» أنه سيتمّ الكشف قريبا عن حقائق مدوية ومذهلة حول تورّط طرف سياسي معروف في محاولة صرف نظر الرأي العام عن المشاكل العميقة والحقيقية للبلاد وإدخالها في الفوضى والعنف والترهيب لا غير.