خرجت يوم أمس مسيرة سلمية حاشدة من وسط المدينة باتجاه مقر الإتحاد المحلي للشغل بحاجب العيون. نظمها مجموعة كبيرة من الجماهير ومناضلو الإتحاد إلى جانب مختلف مكونات المجتمع المدني من جمعيات وأطراف سياسية وأحزاب معارضة .جابت شوارع المدينة رافعة العديد من اللافتات المنادية بإسقاط النظام والشعارات الحماسية على غرار « يا شهيد لا تهتم..الحرية تفدى بالدم» و « يا شهيد أرتاح أرتاح سنواصل الكفاح». ثم توقفت المسيرة أمام ساحة وسط المدينة أين وقع تركيز إذاعة داخلية تبث العديد من الأغاني الملتزمة والأناشيد الوطنية قبل أن يأخذ الكلمة مجموعة من ممثلي الأحزاب المعارضة لاستعراض المسيرة النضالية للراحل الحقوقي والناشط السياسي شكري بلعيد. وقد شدّد المتظاهرون على ضرورة مطالبة الحكومة بالإسراع في إلقاء القبض على مرتكبي هذه الجريمة النكراء في حق أحد رموز الحركة السياسية بالبلاد التونسية وكشف ملابسات الحادثة البشعة التي اهتز لها الرأي العام الداخلي وحتى خارج حدود الوطن. كما اعتبر المتظاهرون أن اغتيال الراحل شكري بلعيد هو اغتيال للوطن وليس في حق الحقوقي شكري بلعيد فحسب .
وقد تعهد المنظمون للمسيرة بالبقاء على العهد أوفياء لروح ومبادئ الفقيد الراحل. حيث عمدوا منذ يومين إلى تركيز خيمة للمساندة أمام مقر بلدية حاجب العيون . التي خرج جميع مواطنوها صفا واحدا منددين معبرين عن عميق أسفهم واستنكارهم ليد الغدر التي طالت احد أبناء تونس المتحمسين للديمقراطية والمنادي بإعطاء المزيد من المساحات للحرية والتعبير .