تتميز العديد من المناطق بولاية سليانة، بكثرة كهوفها ومغاورها التي تعاقبت عليها الالاف من السنين، لكنها مقابل ذلك ظلت جرداء ومن دون الاستفادة منها سياحيا. بقطع النظر عما تعرف به جل معتمديات الولاية من أثار رومانية وبيزنطية شاهقة، والتي تحكي من خلال شموخها على الحقبة الزمنية التي تعاقبت عليها، والتي فاقت عشرات الآلاف من السنين، فإنها أيضا تحوز على العديد من المغاور والكهوف، بالعديد من المناطق الداخلية بالولاية، على غرار مغارة «عين ذهب» موضوع حديثنا، والتي تقع جغرافيا بقرية سيدي عامر التابعة لمنطقة الزريبة بمعتمدية سليانة الجنوبية .فهذه المغارة تم بعثها للوجود من جديد، وبالتالي تم استكشافها سنة 1998 على يد جمعية التجوال والبيئة بزغوان .
إذ للوصول إليها يجب عليك قطع مسافة ال 4 كيلومترات مشيا بين الصخور الوعرة، والمتناثرة بكامل أرجاء المسلك الفلاحي. زادت المغارة جمالا طبيعيا. أما المغارة فقد تم تصنيفها حسب شهادة الفرنسيين المختصين في هذا الميدان، بأنها تتربع على عرش كل المغاور في العالم بأسره، وذلك لما تحتويه بداخلها على أشياء نفيسة ونادرة لاتقدر بثمن ولا تتواجد بجميع المغاور الأخرى بالعالم، مثل السواعد والنوازل البلورية، والتي لا توجد إلا بإحدى المغارات بالمكسيك، وذلك بشهادة الفرنسيين الذين قاموا بزيارتها، وزاروا أيضا العديد من المغاور الأخرى بالعالم، من ذلك أن طول هذه النوازل بمغارة «عين ذهب» يبلغ ال6 أمتار في حين لا يتجاوز طول هذه النوازل بأحد المغاور بالمكسيك ال 5 أمتار .المغارة يبلغ طولها من الداخل قرابة ال 3 كيلومترات.
تعتبر رياضة الاستغوار غير مألوفة لدى العديد من عامة الناس، إذ تفسر في شكلها التطبيقي وبعيدا عن المعجمي بأنها تعد طريقة لاكتشاف المغارة، باستعمال أزياء رياضية خاصة، تساعد على السباحة داخل المغارة، وعلى المشي في ذات الوقت، من ذلك سميت برياضة الاستغوار، والتي تعتبر أم الرياضات جميعا، حيث التجوال والسباحة والمشي، لذلك لا يستطيع أي كان ممارستها خاصة من الذين لا يتمتعون بلياقة بدنية كبيرة. من ذلك أن منطقة الزريبة عرفت خلال السنوات الفارطة إقبالا محترما من العديد من عشاق هذه الرياضة ومن مختلف المناطق ببلادنا، لكنها مازالت في المقابل تنتظر المزيد من الدعاية الإعلامية داخل الحدود وخارجها، من اجل استقطاب أكثر ما يمكن من السياح الأجانب، الذين مازالوا يجهلون هذا الهرم السياحي الكبير، والذي سيكون ذا شأن عظيم لو تم الترويج له كما يجب، لان عشاق هذه الرياضة يعدون بأعداد كبيرة وخاصة من الجالية الاوروبية.
هذا وتبقى مغارة «عين ذهب» خاصة وبقية المغاور الأخرى عامة المتواجدة بعديد المناطق الداخلية بالولاية،احد المناظر الطبيعية غير المألوفة ببلادنا والتي يمكن من خلالها استغلالها لتنشيط السياحة البيئية بالمنطقة، والتي سيكون لها الأثر الايجابي على المستوى الاقتصادي .