تشتكي مجموعة تتكون من قرابة 50 عائلة تابعة لعمادة أولاد ابراهيم من معتمدية سيدي علي بن عون ولاية سيدي بوزيد من تذبذب كبير في عملية توزيع الماء الصالح للشرب. حنفيات منازل هذه العائلات أصبحت لا تتزوّد بالماء إلا نادرا لأكثر من شهرين والماء منقطع عن المواطنين في ظل غياب كلي لتدخل السلط المعنية.
كما يؤكد ذلك المواطن الازهر ابراهمي والذي يبدو مستاء من تعامل الادارة مع مطلبهم فمنذ اكثر من شهرين والماء الصالح للشرب لا وجود له في اولاد ابراهيم إلى درجة انه وصف وضع العائلات التي تعاني من ندرة الماء بالكارثي وشبيه بما كانت عليه الحالة زمن الاستعمار. ويتساءل، أيعقل ونحن بعد ثورة نادت بالكرامة ان تتجاهل السلط مطلبنا في الحصول على الماء الصالح للشرب لأكثر من ستين يوما ؟ كنا نشرب من «عين الواعرة» وهي عين كانت في ما مضى تسقي اولاد ابراهيم والحرشان وجزءا من سيدي عيش، اما اليوم وفي غياب الدولة شبه التام وحالة التهميش التي عليها المنطقة لم يتم تعهد هذه العين فكبار السن يقولون بأنه لم يحصل لها أي تغيير منذ سنة 1965 فنقص تدفقها ورغم ذلك لا تزال تسقي الكثير من العائلات إلى زمن غير بعيد عندما اقدم بعض الاشخاص وحاولوا السيطرة على منسوبها كما يؤكد ذلك عمار ابراهمي وغيروا مجراها لفائدة مجموعة صغيرة تتكون من اربع عائلات، وتركت ما يزيد عن 45 عائلة اخرى تعاني من العطش.
السلطة لم تتدخل لحل الاشكال
رغم علم السلطات المعنية بذلك فلم تتدخل لإعادة المياه إلى مجاريها وينعم الكل بالماء الصالح للشرب فلماذا لا يطبق القانون على المخالفين والمستأثرين بماء العين دون غيرهم ؟ ليحرم الكثير من أولاد ابراهيم من الماء الصالح للشرب. أما مصباح ابراهمي فإنه يؤكد بان ندرة الماء الصالح للشرب اثرت على المواطنين ودفعتهم إلى تكبد مصاريف إضافية للحصول عليه بواسطة صهاريج ب20د على الأقل الواحد. ويضيف بأن منطقة اولاد ابراهيم عرفت بتربة الابقار والدليل على ذلك وجود مجمع للحليب بالمنطقة وأن عدد الأبقار الهام بالجهة يتطلب لوحده كمية هامة من الماء الصالح للشرب. نعاني الامرين منذ زمن ولا احد استمع الينا رغم نداءاتنا المتكررة فهذا التجاهل يدفعنا إلى الاحتجاج والاعتصام لكننا لم نفعل ولم نعطل مؤسسة ولم نقطع طريقا إيمانا منا بأنه بالحوار تحل المشاكل لكن اذا تواصل هذا التجاهل فإننا سنفكر في وسائل اخرى لتبليغ صوتنا ونحصل على الماء الصالح للشرب.
مجموعة صغيرة استولت على عين الماء
وبدوره السيد احمد ابراهمي المسؤول عن توزيع المياه المنسابة من العين إلى الاهالي يوضح بأن قبل الثورة كانت الامور تسير بشكل جيد ويشرب الكل من «عين الواعرة» ولم يحصل أي مشكل ولكن بعد الثورة تغير الوضع واستولت مجموعة صغيرة على العين واستغلتها لصالحها وقطعت الماء عن اكثرية العائلات المنتفعة به إلا يوما واحدا في الاسبوع وهو لا يكفي حتى لأربعة عائلات.
اما معاناة تلاميذ مدرسة اولاد ابراهمي فهي من نوع اخر فمدرستهم التي يقضون فيها وقتا طويلا تفتقر إلى الماء الصالح للشرب وترى التلاميذ يشربون من صهريج تجلب لهم الماء من اماكن اخرى ليوضع في اواني ربما في كثير من الاحيان غير صيحة.
وضعيات مزرية يرويها اهالي منطقة اولاد ابراهيم جراء فقدان الماء الصالح للشرب اكثر من ستين يوما فهل ان احوالهم ستبقى على ما هي عليه، ام ان الامر سيتغير بعد زيارة معتمد الجهة إلى «عين الواعرة» في محاولة منه الاطلاع على احوال الناس وإيجاد حلول لفائدتهم