أسئلة عديدة مازالت تطرح نفسها في محيط مسرح جريمة اغتيال الشهيد شكري بلعيد التي لا تزال تشغل الرأي العام التونسي والدولي لما اتسمت به من بشاعة هزت كل من تابعها. كيف دخل الجاني ساحة العمارة؟ أي ممر استعملته للهروب؟ وما حقيقة الدراجة التي كان أحدهم ينتظر على متنها للهروب إلى الطريق الرئيسي؟ وماذا قال موظفو شركة الإسعاف ل«الشروق»
الاسعاف
أكد محيي الدين عزيز الممرض الذي رافق شكري بلعيد في سيارة الاسعاف يوم حادثة الاغتيال أن زملاءه عاطف ويوسف وسمية وأحمد حضروا لمقر عملهم بشركة الاسعاف على الساعة السابعة وربع صباحا أما هو وزميله فقد كانا يقضيان ليلتهما داخل مقر الشركة باعتبارها حصة «استمرار» مضيفا: «عند وصول الإطار شبه الطبي بدأ كل منهم القيام بتحضيراته الأولية للقيام بعمله الذي يتطلب منا دائما الاستعداد الدائم وكنا موزعين في مكاتب الشركة إلى حين سمعنا صوت إطلاق النار فنزلنا مسرعين نستجلي الأمر ووجدنا شكري بلعيد ملقى على الأرض يتخبط في دمائه».
وقال محدثنا أن زوجة شكري بلعيد كانت في حالة هيستيرية تردّد كلمة «النهضة قتلوه، النهضة قتلوه» وكنت أرافقها في سيارة الاسعاف محاولا ايقاف النزيف فقد كان الدم يسيل من أنفه وأذنيه. أما باقي جسده فقد غطته الدماء وشظايا بلور سيارته، أما هو فقد كان غائبا تماما عن الوعي ولم أتمكن من معرفة هل هو على قيد الحياة أم متوفى.
الطابق السابع
شركة الاسعاف موجودة في الطابق السابع للعمارة التي يقطنها شكري بلعيد ومصعدها لا يمكن أن يصل الى هذا الطابق لأنه يتوقف في الطابق السادس وهي حديثة الإقامة هناك، وهذا ما أكده محيي الدين عزيز الذي صرّح أن هذه الشركة انتقلت في أواخر شهر جانفي للاستقرار بهذه العمارة حيث كان مقرها الاصلي في رأس الطابية بمنطقة باردو.
كما استنكر الممرضون الاعتداء الذي تعرض له زميلهم «عاطف» في مصحة النصر حيث تم تهشيم أنفه وتكسير نظارته ولم يكشف بعد عن المعتدين الى حد هذه اللحظة. أما حارس العمارة المغربي الجنسية فقد رفض الإدلاء بأي تصريح لوسائل الاعلام وذلك لأنه ممنوع من اعطاء أية معلومات حول ما شاهده يوم الاربعاء 6 فيفري بطلب رسمي من السلطات الامنية حسب ما أكده لنا.
قلق وخوف
عبّر لنا عدد من الأجوار عن حالة القلق والخوف التي يعيشونها بسبب حادثة اغتيال الشهيد شكري بلعيد هذا بالاضافة الى التواجد المكثف لوسائل الاعلام الوطنية والعالمية التي مازالت تتابع حيثيات هذه القضية التي لم يكتشف بعد مرتكبوها مطالبين في هذا السياق بضرورة احترام حياتهم الشخصية ومصلحة أبنائهم الذين مازالوا مرعوبين مما حدث.
الجناة والدراجة
الجاني بحسب شهود العيان أطلق ساقيه للريح عائدا أدراجه من أمام باب العمارة التي يقطنها الهالك متّجها الى مخرج موجود بين الاشجار حيث كان هناك شخص ثان في انتظاره على متن دراجة نارية في اتجاه الطريق الرئيسي المؤدي الى حي النصر.
دموع الزوجة
بيت الشهيد شكري بلعيد كان مليئا أمس برفاقه وأقربائه جاؤوا لمواساة زوجته وابنتيه، وبدموع تغمر عينيها كانت بسمة بلعيد تقرأ رسالة بعثتها احدى بنات الجيران إلى الشهيد تعبّر من خلالها عن مدى حبها واحترامها له، هذه الكلمات التي كتبتها هذه الطفلة ذات الست سنوات هزت مشاعر الحاضرين وكما نفت بسمة بلعيد علمها بمستجدات الابحاث مؤكدة أن السلطات الأمنية وعدتها بكشف الجناة والاعلان عن ملابسات الجريمة التي هزت تونس والعالم.