أعلنت كوريا الشمالية نجاحها في إجراء تجربة نووية تحت الأرض هي الثالثة من نوعها , تجربة تأتي في السياق الكوري الشمالي للتحول الى قوة نووية عالمية وللبحث عن مقعد ما بين اللاعبين الكبار. من الجدير بالذكر في هذا السياق أن دولا سبعا تمتلك القنبلة النووية على رأسها الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن. حيث تشير المصادر ذات الصلة إلى أن الولاياتالمتحدة تمتلك نحو 1700 رأس نووية, روسيا تمتلك 1500 رأس نووية, فيما تحوز فرنسا على أقل من 300 رأس نووية فيما يتوفر لدى بريطانيا العظمى 160 رأسا نووية و240 رأسا نووية لدى الصين.
المفارقة أن كل هاته الدول الخمس هي موقعة لاتفاقية حظر الانتشار النووي وهي اتفاقية تضمن حق الدول في استخدام الطاقة النووية المدنية السلمية وتلزمها بعدم استخدام هذه الطاقة في البرامج العسكرية.
إلى جانب الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن توجد دولتان كبريان تحوزان على مائة من الرؤوس النووية وهي الهند وباكستان وقد تحولتا إلى قوة نووية في عام 1998.
هذا بالإضافة إلى إسرائيل التي تؤكد مصادر إعلامية وسياسية واستراتيجية مطلعة أن الكيان الصهيوني الذي لم يعلن أنه يملك السلاح هو في الحقيقة يحوز على أكثر من 200 رأس نووية.
ما بين دول العالم الثالث , تظهر دول مثل الأرجنتين والبرازيل وتايوان وجنوب إفريقيا كلها دول أعلنت عن تراجعها عن برنامجها النووي في عام 1989 وتعليقها إياه وهو ذات العام الذي علقت فيه مصر برنامجها النووي بصفة رسمية وكاملة فيما أعقبتها ليبيا في سنة 2004 .
من بين الحرب الأمريكية على العراق والتي حملت عنوان «تدمير القدرات النووية للعراق» زورا وبهتانا - فإن دولا إقليمية كبرى طفت على سطح المشهد النووي من بينها إيران التي تزعم واشنطن وتل أبيب ومعهما جزء من الاتحاد الأوروبي بأنها تعمل جاهدة على التحول إلى قوة نووية كبرى وتسعى إلى الحصول على السلاح النووي من خلال بوابة الطاقة النووية السلكية وهو الأمر الذي نفته طهران مرارا وتكرارا.
وإلى حين استئناف المفاوضات النووية بين القوى الدولية وإيران , يبدو أن كوريا الشمالية هي الدولية الوحيدة التي أعلنت انخراطها الكامل والشامل في البرنامج النووي وسعيها إلى التحول إلى قوة عالمية نووية كبرى.
ويبدو ايضا أن التركة الضخمة التي تركها الزعيم الكوري الشمالي «إيل» لابنه «كيم جونغ وان» والتي تتفرع على صواريخ باليستية ذات رؤوس نووية وعلى صواريخ متوسطة وبعيدة المدى عابرة للقارات وعلى رؤوس نووية متفجرة قادرة على إدخال بيونغ يانغ إلى نادي الكبار رغم الكثير من العقوبات الاقتصادية المشطة والعزلة السياسية والديبلوماسية التي تعاني منها كوريا الشمالية..
دخول قد لايطول ... وقد يكون تاثيره شبيها بالزلزال الاصطناعي الذي أعقب التجربة النووية الثالثة مطلع الأسبوع الجاري...