يبدو أن السيد حمادي الجبالي دخل في سباق ضد الساعة لإنجاز مبادرته المتمثلة في تمثيل حكومة التكنوقراط والتي أعلن عنها مساء يوم 6 فيفري الماضي وهو نفس اليوم الذي وقع فيه اغتيال الشهيد شكري بلعيد. فبعد استقبال عدد من سفراء الدول الشقيقة والصديقة ذات العلاقات المميّزة مع بلادنا مثل الجزائر والمغرب والولايات المتحدةالأمريكية.. انطلق رئيس الحكومة في ماراطون لقاءات مع ممثلي الأحزاب السياسية سيتواصل إلى نهاية اليوم الجمعة. والهدف المعلن للسيد حمادي الجبالي من هذه اللقاءات والاستقبالات هو توضيح مرامي المبادرة وكسب أكبر دعم ممكن لها.
لكن ما لم يُعلن عنه رغم الأهمية البالغة التي يكتسيها هو الاجتماع الذي أشرف عليه السيد حمادي الجبالي والذي تم في الليلة الفاصلة بين الثلاثاء والاربعاء الماضيين في مدينة سوسة والذي دعي إليه الكتّاب العامّون للنهضة في كامل ولايات الجمهورية.
الاجتماع الذي قُدّم «كلقاء سياسي بحت» ولم يتم إعلام السلط الجهوية بولاية سوسة به، استغرق أكثر من أربع ساعات إذ انطلق في الثامنة ليلا وتواصل إلى ما بعد منتصف الليل.
وعلمت «الشروق» أن السيد حمادي الجبالي افتتح اللقاء مؤكدا على أن هذا الاجتماع يندرج رغم حالته الطارئة في إطار اللقاءات الدورية لقياديي الحزب بالكتاب العامين الجهويين وأنه يشرف عليه بصفته الحزبية كأمين عام لحزب النهضة. ثم ذكّر السيد حمادي الجبالي بمبادرته وبأهدافها موضحا انها قد أملتها متطلبات الوضع الراهن وما تعيشه البلاد من صعوبات خطيرة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وخصوصا أمنيا.
وتبع هذا التقديم لرئيس الحكومة نقاش هادئ وثري أبرز التفاعل الايجابي للكتاب العامين مع مبادرة حكومة التكنوقراط لكن دون أن ينبثق عن اللقاء قرار رسمي أو إجماع عن رفض المبادرة أو القبول بها والتزم الكتاب العامون الجهويون بإطلاع الهياكل المحلية على فحوى اللقاء لتطلعه بدورها على القواعد التي يعود إليها القرار الأخير. لكن بدا واضحا في ختام الاجتماع وما أفرزته النقاشات ان التوجه العام يدفع نحو الوفاق الايجابي بمعنى التناصف بين حكومة ائتلاف وطني سياسي وحكومة كفاءات.
ورغم الدور الواضح للعنصر الجهوي في تنظيم هذا الاجتماع الطارئ فإن منظّميه في سوسة أكدوا لمصادر «الشروق» أنه تمّ في هذه المدينة لدواع جغرافية بحتة بما أنه اجتماع استثنائي ضمّ ممثلي الحركة في كل الجهات وقد قدّر الساهرون على الاجتماع أن سوسة كانت النقطة الأقرب لكل الوافدين.
وبمجرد انتهاء اللقاء بدأت الأسئلة تطرح في خصوص تداعياته وتأثيراته على تماسك حركة النهضة لا سيما أن السيد حمادي الجبالي قد نقل بهذا الاجتماع الحوار حول مبادرته إلى قلب التنظيم انطلاقا من قواعده الجهوية والمحلية وقد يزيد من حدة هذا السؤال ما عبّر عنه المشاركون في اللقاء حسب ما علمته «الشروق» من تمسك بالسيد حمادي الجبالي أمينا عاما لحزب النهضة. ع م مع مكاتب «الشروق» في الجهات