انتشر مؤخرا بين تلاميذ المؤسسات التربويّة، وجود سلوكات غريبة تتعلق بالشعوذة وألعاب سحريّة. وقد نسجت حولها اشاعات تحدثت عن «عبدة الشياطين» ومسائل غير تربوية. «الشروق» تحولت إلى المعهد الّذي حامت حوله الإشاعات، وتحدثنا إلى بعض التلاميذ فأبدوا استغرابا من سرعة انتشار الخبر وقد اعتبروه زيفا ولا أساس له من الصحة.
وقد انطلقت تفاصيل الحكاية من أحد الاقسام (بمعهد ثانوي) حيث تعلم التلاميذ لعبة «استحضار الأرواح» وهي عبارة عن رسوم وأشكال هندسية وتلاوة عبارات واضاءة شموع. وتم تداول هذه اللعبة بين التلاميذ إلى أن حضر أحد الاولياء بالمعهد واشتكى من إدمان ابنته على اللعبة مما أثر على مواظبتها على دراستها في البيت وفي سلوكها ونفسيتها وأثرت اللعبة حتى في نومها.
وبعد التحري في الموضوع من قبل المربين تبين ان اللعبة هي لعبة عادية لكن بعض التلاميذ تأثر بها وصدقها وتم نشرها على انها «عبادة للشياطين». وصلت إلى حد تلقيب أبناء القسم ب «صاصي الدماء». وقد ذكر لنا احدهم انه وقع عليهم هجوم وصفه بالشرس عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال إنزال قائمة بأسمائهم في إشارة إلى أنهم من عبدة الشياطين وهذا ما اثر على نفسيتهم خاصة وأنهم في سن مبكرة من العمر ولا يفقهون جيدا ما تعني العبارات التي لقبوا بها على حد تعبيرهم إذ اعتبروها إهانة لهم وإقصاء خاصة أنها تمس مشاعرهم وتشكك في عقيدتهم حسب تعبيرهم.
وفي هذا الإطار توجهنا إلى مدير المعهد السيد «عبد الكريم العبدلاوي» الذي أفادنا ان القسم المذكور هو قسم ممتاز من حيث النتائج الدراسية وأن الأمر لم يتعد سوء الفهم لأحد الألعاب الورقية التي يمارسها التلاميذ كمصدر تسلية لا غير، مشيرا إلى انه تم الاجتماع بالتلاميذ المعنيين بالأمر وعرضهم على أخصّائيين نفسانيين كذلك عرضهم على مرشد اجتماعي زارهم بالمعهد. وقد بينت الفحوصات أن التلاميذ معافون من جميع الأمراض النفسية أو العقلية التي يمكن أن تكون سببا في ما روج.
حملة تحسيسية
كما أفادنا المدير أن هناك سعيا متواصل لحماية التلاميذ الذين تعرضوا إلى الرفض والإقصاء من بقية تلاميذ المعهد وحتى من الإطار الخارجي، كما تم القيام بحملة تحسيسية بالمعهد للتوجيه والإرشاد مضيفا انه تمت محاولة السيطرة على الوضع من خلال إغلاق المعهد وعدم السماح للتلاميذ بالخروج الا في وقت الراحة احتياطا وحفاظا على سلامتهم خاصة وأنهم صاروا عرضة للعنف مبينا أن كل ما روج يبقى رهن الإشاعة لا غير.
من جهة ثانية، أفادنا السيد المدير بان المعهد الثانوي عقبة ابن نافع في حاجة ضرورية وطارئة إلى تواجد الأمن أمامه نظرا لتفشي ظاهرة بيع الممنوعات أمام باب المعهد من قبل منحرفين يقومون ببيع أنواع من المخدرات مستغلين بذلك سذاجة التلاميذ وصغر سنهم مضيفا أن هذه الظاهرة في تفاقم وصلت حد النشل والاختطاف لممتلكات التلاميذ مما اعتبره أمرا في حاجة إلى حل عاجل. وقد بين لنا أن إدارة المعهد تحاول دائما التصدي لمثل هذه الممارسة لحماية التلاميذ من خلال القيام بحملات تحسيسية حول مخاطر المخدرات بنشر المعلقات وإلقاء المحاضرات إلى جانب مساهمة المربين من قيمين وأساتذة في التوعية والإرشاد.
كذلك القيام بتوسيع المكتبة لتؤم اكبر عدد من التلاميذ. كما أفادنا أن المعهد لا يخلو من النقائص أبرزها عدم توفر «قيم عام» للمعهد مع العلم انه يؤم 1025 تلميذا، إلى جانب عدم توفر قاعات مراجعة مشيرا إلى أن عددا كبيرا من التلاميذ الذين يقطنون خارج المدينة مضطرون للبقاء بالمعهد خلال ساعات الراحة.
أما عن الأنشطة الثقافية للمعهد فقد أفادنا المدير أن العديد من التلاميذ الذين شاركوا مؤخرا في الملتقى الوطني حول الإبداعات الأدبية بالمؤسسات التربوية والتي شارك فيها اغلب المعاهد، كانت اغلب الجوائز من نصيب أبناء معهد عقبة. وقد اطلعنا على عينة من مشاركات وجوائز التلاميذ في مختلف التظاهرات الثقافية سعيا إلى الإحاطة بالتلميذ وامتحان قدراته وفي مختلف اللغات على حسب تعبيره. كما أشار إلى أن معهد عقبة تحصل مؤخرا (في 16 جانفي الحالي) على جائزة أفضل معهد في ما يتعلق بالتنشيط الثقافي، لاهتمامه بمختلف النوادي من الأدب إلى الصحة إلى العلوم، وتنظيم الرحلات منها الرحلة الأخيرة إلى مدينة العلوم، إلى جانب نادي المسرح الذي يضم 30 تلميذا يقوم بأنشطة كبرى بتأطير من أساتذة المعهد.