في الوقت الذي تتحرك فيه الجامعة الجزائرية في كل الاتجاهات من اجل اعادة عصافيرها المهاجرة الى وكرها الاصلي واقناع لاعبيها المحترفين في مختلف البطولات الاوروبية بتقمص زي المنتخب,تعاملت جامعتنا مع هذا الملف الهام بنوع من البرود. في الماضي القريب خسرنا اكثر من موهبة تنشط في البطولات الاوروبية واليوم مازال نزيف اهمال هذه المواهب متواصل .
بن يحيى او معلول ليسا كل الحلول
انكبت الجامعة على ملف مدرب المنتخب الوطني وكأن وصفة العلاج بيد المدربين خالد بن يحيى او نبيل معلول. صحيح ان مشكلة منتخبنا في الفترة الماضية تكمن في الاختيارات الفنية والتكتيكية لكنها ليست المشكلة الاهم في المنتخب الوطني بما اننا نعاني من مشكلة اهم هي نوعية اختيار اللاعبين وخاصة الذين ينشطون خارج حدود الوطن وان تتطلب تضحيات كبيرة من اجل اقناعهم بتقمص زي المنتخب. في اعتقادنا الفرق بين معلول وبن يحيى في قيادة المنتخب خلال المرحلة القادمة ومع ذلك اخذ هذا الملف حجما اكبر منه وكاننا امام مجموعة من كبار مدربي العالم عجزنا عن انتقاء احدهم. ليس في كلامنا تنقيص من قيمة المدربين ولكن الوقت الذي تطلبه اختيار احدهما اولى باستغلاله في تدعيم رصيد المنتخب بلاعبين اخرين او تهيئة الظروف للبعض منهم حتى يكونوا متحمسين لتلبية نداء الواجب كلما احتاجهم المنتخب في المستقبل القريب.
تايدر قد نخسره والرقيق لم نعرف محاورته
احلى فترات المنتخب الوطني حسب النتائج والارقام كانت مع المدرب روجي لومار الذي توج بكأس أمم افريقيا لاول مرة في تاريخنا وترشحنا الى مونديال 2006 بالمانيا بفضل فلسفة لم يهضمها البعض وهي الاعتماد على اللاعبين المحترفين خارج حدود الوطن ايمانا منه بان نسق البطولات الاوروبية يبقى الافضل مهما كانت الدرجة التي ينشط فيها هؤلاء اللاعبين. لومار كان له الفضل في اقناع اكثر من لاعب بتقمص زي المنتخب وهو ما عجز عنه سامي الطرابلسي في فترة اشرافه على المنتخب . هو تفاوض مع تايدرالذي اعطى موافقة مبدئية للجزائر رغم الضغوطات العائلية التي تريده تونسيا وعجز عن اقناع مدافع مانشستر سيتي والمنتخب الهولاندي للامال كريم الرقيق البالغ من العمر 18 سنة .في وقت اكدت فيه عائلة اللاعب ان منتخب تونس هو الاولى بالنسبة الى ابنها.
لاعب في المنتخب الايطالي وآخر في ليون فأين الجامعة؟
في كل مرة تبرز مواهبنا خارج حدود الوطن ولكن غياب المتابعة والتأطير جعل هؤلاء اللاعبين يفكرون في منتخبات مسقط رؤوسهم. والامثلة عديدة ففي ايطاليا ما انفك اللاعب الشاب كريم العريبي الذي يحمل ثلاث جنسيات هي التونسية والصربية والايطالية يتألق وهو البالغ من العمر 21 سنة وينتمي للمنتخب الايطالي للامال ولا ندري لماذا لم تتفاوض معه الجامعة ؟ واين دور الادارة الفنية ؟ هل يقتصر عملها على اعداد البرامج فقط؟ لاعب اخر صعد هذا الموسم الى الفريق الاول لنادي اولمبيك ليون وهو زكريا العبيدي صاحب ال 18 عاما والذي جلب اهتمام الفرنسيين وتجاهلته جامعتنا . الامثلة عديدة وبلغة الاقام هناك اكثر من 80 لاعبا تونسيا ينشطون في مختلف البطولات الاوروبية لم تنحاور معهم ولم نوفر لهم الفرصة للتأطير بل لم نستغل مواهبهم ليكون مصيرهم مثل سابقيهم .
لابد من لجنة متابعة دقيقة
بعد مشاركتنا المخجلة في نهائيات كاس الامم الافريقية بجنوب افريقيا تحدث الجميع عن الاسباب واكدوا ان المنتخب لعب في حدود امكاناته البشرية المتوفرة معنى هذا اننا لا نملك لاعبين في مستوى النجوم الافريقية والحال ان نجومنا الحقيقية ظلت مجهولة في غياب المتابعة الدقيقة من جامعتنا للمواهب وخاصة الصاعدة في البطولات الاوروبية لانها تمثل مستقبل المنتخب . صحيح ان اقناع بعضها صعب لكن كان بالامكان احداث لجنة خاصة لمتابعة هؤلاء تتمتع بمعرفة واسعة واسلوب اقناع قوي.
لا ان نترك الامر الى المدرب الوطني يتصرف كما يشاء مثلما حصل مع سامي الطرابلسي الذي لم يقنع احدا باستثناء لاعب اتلتيكو مدريد عبد القادر الوسلاتي الذي استغنى عنه في الاخير رغم ان انيس البوسعيدي ليس افضل منه في الجهة اليمنى.
فتح ملف لاعبينا المهاجرين اصبح ضرورة ملحة اليوم حتى تتوسع قاعدة المنتخب وتتوفر الخيارات بما ان بطولتنا غير قادرة على انجاب لاعبين في مستوى الاحداث الكروية الكبرى وهي خطوة اقدمت عليها الجامعة الجزائرية هذه الايام ويبدو انها نجحت الى حد ما في مسعاها.