قد لا نخطئ إذا أجزمنا أن ليس هناك مدرب تولى شؤون منتخبنا الوطني لكرة القدم أثار تعاليق وأحيطت شخصيته بهالة من الغموض مثلما هو الشأن بالنسبة للمدرب روجي لومار. فمنذ مجيء هذا المدرب منذ قرابة العام لم ينفك يتحفنا بما لم يفعله الأوائل. كل شيء في طريقة عمل المدرب وتعامله مع المنتخب ومحيطه يقطع مع عاداتنا وتقاليدنا الكروية والمسألة في اعتقادنا مرتبطة بشخصية هذا المدرب. لنبدأ بالتشكيلة، فالمتعارف عليه أن المدربين في العالم أو قل أكثرهم يميلون الى التعويل على اختيار أكبر عدد من اللاعبين من أحسن فريق في البطولة وهو ما حصل مثلا مع المدربين السابقين لمنتخبنا وهذا التوجه لم نجد له أثرا لدى لومار الذي فضل منح هذا الامتياز للاعبينا المتواجدين في الخارج الذين يمثلون أكثر من 80 من التشكيلة. ولئن علّل هذا المدرب ذلك بالخبرة التي يمتلكها أبناؤنا في الخارج وهذا اختيار نحترمه فإن ما نطلبه منه هو ألا يكون الاحتراف في الخارج "جواز سفر" يتيح لأي لاعب محترف مهما تواضعت امكاناته ان يتقمص الزي الوطني بل لا بد من توجيه الدعوة لمن هو جدير بذلك بقطع النظر عن الأسماء وللأسف الشديد أن بعض العناصر المحترفة في التشكيلة الحالية تمّت دعوتهم رغم أنهم لا ينشطون ضمن أنديتهم أو يمرون بفترة صعبة. مشكلة صانع الألعاب أما المسألة الأخرى فتتعلق برفضه القطعي توجيه الدعوة لصانع ألعاب (زبير بية أو اسكندر السويح) الى جانب سليم بن عاشور وقد بلغ تمسكه باختياره حدّ تعويض هذا الأخير بلاعب يشغل خطة مغايرة خلال اللقاء الأخير ضد المغرب وهو عادل الشاذلي. وقد سبق له أن علل ذلك بقرار بيه باعتزال المنتخب والآن وقد صرح زبير بية على أعمدة الصحف أنه مستعد للدفاع عن الزي الوطني فلماذا تمسك إذن بموقفه؟ ولنفرض أن ما صربح به هذا اللاعب أثار غضبه، فلماذا لم يتعامل معه مثلما تعامل مع زياد الجزيري الذي أعاده الى التشكيلة بعد الزوبعة التي يعلمها الجميع؟ ما نأمله فقط ألا يكون لومار قد اتخذ هذا الموقف متأثرا بما قد يكون بلغه حول هذا اللاعب ومدى تأثيره على أجواء المجموعة.. وحتى ما جاء على لسان نبيل معلول في حصة الأحد الرياضي الذي ذكر أن الكرة الحديثة لم تعد تعتمد صانع ألعاب حقيقي لم يقنعنا.