هو من الممثلين الذين برزوا بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وهو ايضا من المخرجين السينمائيين الشبان الذين غامروا وتحدّوا رغم صعوبة القطاع فكان «مشروعه» نقطة مضيئة في عالم السينما القصيرة. ضيفنا في هذا الحوار هو نجل، نجم الكوميديا التونسية، لمين النهدي أو «دالي النهدي» كما يحلو لأصدقائه وزملائه مناداته. الفنان محمد علي النهدي سيكون على موعد مع جمهور مساء اليوم بقاعة الحمراء (بالزفير المرسى) من خلال عمله المسرحي الجديد من نوع «الوان مان شو»، «الزمقري» الذي قيل إنه ممنوع من العرض في صفاقس، عن هذا الموضوع وعن جديده السينمائي والتلفزي تحدّث الممثل محمد علي النهدي ل «الشروق».
رغم الأوضاع فإن «الزمقري» تواصل سلسلة عروضها؟
أجل، فاليوم، سأعرض بقاعة الحمراء بالمرسى، ويومي 8 مارس و10 مارس 2013 سأقدم عرضين بالمسرح البلدي بالعاصمة وسأقدّم عرضين في شهر مارس كذلك بالمسرح البلدي بصفاقس، وعرض بالمسرح البلدي بسوسة.
الأمر غير مطروح، كل ما في الأمر قرار شخصي لا يلزم الا صاحبه، عون الأمن، الذي ليس من مهامه الامضاء على التراخيص ولقد اتصلنا برئيس منطقة باب بحر، وشدّد على عدم وجود أية موانع للعرض مشيرا الى أن الأمن سيؤمن عروضنا وكل العروض الثقافية والفنية بصفاقس، كما صرّحوا سابقا على أعمدة «الشروق»، وبالتالي ليست ثمة إشكالات إطلاقا في الجانب الأمني فضلا عن نجاح عرضي السابق في صفاقس.
هل ترنو الى تحطيم الأرقام القياسية في عدد العروض المقدمة ب «الزمقري»؟
الى حد الآن قدّمت 20 عرضا، لكن لا أحد باستطاعته تحطيم الارقام القياسية لعروض مسرحيات لمين النهدي، والمهم بالنسبة اليّ ان أتماهى مع الجمهور وأنتشي بنشوته وإدخالي البسمة عليه.
هل ترى أن الابتسامة هي ما يطلبه الجمهور في هذه الفترة العصيبة التي تمرّ بها البلاد؟
مهمة الفنان قبل التثقيف والتوعية الضروريين بالطبع، ان يدخل البسمة ويسلّي المواطن او المشاهد وبالمناسبة عيب على وسائل الاعلام التي اهتمت بالسياسة ثم الرياضة وألغت الثقافة، فحتى الصفحات الأولى للجرائد ألغت من حساباتها الثقافة فلم نعد نقرأ عنوانا واحدا في الصفحات الأولى للجرائد عن الانشطة الثقافية الضئيلة بطبعها وبالتالي عندما أدخل الابتسامة الى المشاهد أعتبر نفسي قد نجحت في هذا الظرف العصيب.
هل يمكن القول إنك أبعدت لمين النهدي عن خشبة المسرح؟
لا، لمين لم يكن قادرا على العودة الى خشبة المسرح بعد الوعكة الصحية التي تعرّض لها وقد استفدت من خبرته من خلال اخراجه ل «الزمقري» لكن بخصوص عودته الى الخشبة هو الأقدر على الاجابة عن هذا السؤال وقد حدثني عن مشروع في هذا الخصوص ولا أستطيع التصريح عن تفاصيله.
أيها «الولد» هل ستواصل مع «البنت» سلسلتكما الهزلية؟
سلسلة «بنت ولد» متواصلة ونحن نقوم بالتصوير بمعدل أسبوع في الشهر، ونحاول في كل مرة تقديم الأفضل وتطوير الفكرة، ولا تنسى أن هذه التجربة تحصل لأول مرة في تونس وتتواصل بعد شهر رمضان في جزء ثان، وسيتابع الجمهور جزءها الثالث في رمضان القادم، وسيتضمن هذا الجزء الثالث مفاجآت من الحجم الثقيل، كما أكد لي منتج «بنت ولد».
وماذا عن جديدك السينمائي؟
سينمائيا، أزفّ خبرا أسعدني كثيرا، وهو أن مؤسسة France Television اشترت فيلمي القصير «المشروع» وسيبث قريبا على قناة «France3». كما أواصل كتابة شريط سينمائي طويل بعنوان «سيدي البحري» ويجب ان أجد الوقت لأتفرّغ له قليلا. وعلى صعيد آخر سأسافر قريبا الى العاصمة الفرنسية باريس للمشاركة في كاستينغ فيلم فرنسي بعد نجاحي في «الاختبار المبدئي.
دخولك ميدان الاخراج السينمائي، لم يضعك في إشكال مع المخرجين السينمائيين؟
تقصد المثل القائل «صاحب صنعتك عدوك»... أجل فقد أقصيت من أفلام اخترت فيها كممثل بسبب انتقاداتي في وسائل الاعلام للرؤى الاخراجية واختيارات الممثلين، وعندما أصبحت مخرجا في المجال وعرض فيلمي «المشروع» في أكبر مهرجان في العالم للأفلام القصيرة (Claire Monferron) تتالت الاقصاءات.
كيف نصحك أحد المخرجين بالانتباه الى نفسك كممثل بعد دخولك مجال الاخراج، ثم طبّق نصيحته؟
هو صديقي المخرج ابراهيم اللطيف، فقد قال لي «ردّ بالك دخلت لعالم الاخراج، وصاحب صنعتك عدوك» لكنه كان أول من طبّق ما قاله، فبعد النجاح الكبير لدوري في فيلمه السابق «04 شارع الحبيب بورقيبة» او «سينيشتا» أقصاني والممثل لمين النهدي من فيلمه الجديد «هزّ يا وزّ» وبهذه المناسبة نشكره ونتمنى النجاح في فيلمه الجديد الذي سيعرض قريبا لأول مرة بقاعة الحمراء بالمرسى.
بعيدا عن الفن هل لديك انتماءات حزبية، وكيف ترى مستقبل الأوضاع في تونس؟
ليس لي انتماءات حزبية بالمرة، وانتمائي فقط للوطن ومصلحة تونس، ومهما كان التيار او الحزب الذي سيحكم البلاد سأكون في المعارضة البنّاءة وسأنقد فنيا اية تجاوزات للحزب الحاكم.
وبالنسبة الى المستقبل فهو غامض، وهذا الغموض زاد الأوضاع توتّرا فعندما تتضح الخطوط العريضة للأوضاع السياسية تتحسن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية... لكن أنا متفائل بطبعي وسأكون دائما يقضا وحاضرا لأي طارئ.